مستشفيات السويداء: نداء استغاثة عاجل وسط تصاعد الاشتباكات ونقص الموارد
تشهد مستشفيات السويداء ودرعا أوضاعاً طبية متدهورة بالتزامن مع تصاعد الاشتباكات بين الفصائل الدرزية والقوات الحكومية في السويداء، إلى جانب الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة، ما فاقم الضغط على المرافق الصحية.
وقال مدير صحة السويداء، أسامة قندلفت، في حديث لموقع “عنب بلدي” اليوم، إن المستشفى الوطني في السويداء تعرض لخمس قذائف ورشقات رصاص، ما أدى إلى خروج قسم الإسعاف عن الخدمة في ظل وضع طبي وصفه بـ”الكارثي”، نتيجة نقص حاد في الكوادر والمستلزمات الطبية.
وأوضح قندلفت أن القصف ألحق أضراراً بخزانات المياه داخل المستشفى، ما تسبب بإغراق قسم الإسعاف وتحويل الجرحى إلى بهو المستشفى.
وأشار إلى وصول ما لا يقل عن 250 جريحاً و100 قتيل، من المدنيين والعسكريين، في وقت يعمل فيه المستشفى بطاقم لا يتجاوز 25 طبيباً، دون تأمين للطعام أو الأدوية، بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليه.
وفي ظل هذا الوضع، ناشدت مديرية الصحة في السويداء وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية للتدخل العاجل، مؤكدة عدم تلقي أي دعم حتى اللحظة.
وحذّر قندلفت من تفاقم الأزمة إذا تم فتح الطريق لاحقاً، ما سيؤدي لوصول المزيد من الإصابات للمشفى المنهك.
من جانبه، قال مدير مستشفى صلخد، لؤي الشوفي، لشبكة “الراصد”، إن المستشفى غير قادر على التعامل مع الإصابات الحرجة في الرأس والصدر بسبب ضعف التجهيزات، وأضاف أن الإمكانيات الحالية لا تكفي لأكثر من شهر.
كما أطلقت الهيئة الإدارية لمستشفى السويداء الوطني نداءً عاجلًا، طالبت فيه الكوادر الطبية بالتوجه فوراً للمشفى، في ظل تدهور الخدمات الصحية، وانقطاع الماء والكهرباء عن المحافظة.
أما مستشفى شهبا الوطني، فأعلن مديره، الدكتور عماد نوفل، دخول حالة الطوارئ العامة، وبدأ بتطبيق سلسلة إجراءات عاجلة لتعزيز الاستجابة الطبية.
درعا: أزمة موازية
وفي محافظة درعا، أكدت الطبيبة كوثر العبيد من مستشفى “إزرع الوطني” أن المستشفى يفتقر إلى الأساسيات، كالنقالات، والشراشف، والمعقمات، والمسكنات، والضمادات، وأشارت إلى أن المواد الطبية المتوفرة أوشكت على النفاد، ووصفت الوضع بـ”السيئ”، مناشدة أي جهة قادرة على تقديم المساعدة بالتدخل العاجل.
وأضافت أن أغلب ما هو متوفر من مستلزمات جاء بمبادرات فردية من الأطباء والصيادلة، الذين استخدموا مواردهم الشخصية لتوفير الحد الأدنى من المواد الضرورية.
وسردت الطبيبة موقفاً اضطر فيه الفريق الطبي إلى تكديس أكثر من مصاب على نقالة واحدة، أو إبقاءهم على الأرض لحين توفر أسرة فارغة.
وفي ريف درعا، أوضح الطبيب موسى السمية الحريري، من مستوصف بصر الحرير، أن المركز يقدّم إسعافات أولية، بينما تُحوّل الحالات الحرجة إلى مشافي دمشق أو درعا وإزرع، بعد تطوير بنيته مؤخراً.
بدورها، أطلقت الجمعية الطبية السورية الألمانية نداءً عبر صفحتها الرسمية، دعت فيه جميع الأطباء العاملين في سوريا، خصوصاً في الجنوب، إلى التوجه نحو مستشفيات السويداء ودرعا لدعم الكوادر الطبية في ظل النقص الحاد بالموارد البشرية.
وحتى الآن، لم تصدر وزارة الدفاع أو وزارة الصحة في المستشفيات أي بيانات رسمية لعدد الضحايا المدنيين أو العسكريين.
اقرأ أيضاً: قصف إسرائيلي يستهدف مقر هيئة الأركان في دمشق