تصعيد متواصل في الجنوب السوري: غارات إسرائيلية واشتباكات عنيفة في السويداء

شهد الجنوب السوري ليل الثلاثاء-الأربعاء تصعيدًا لافتًا، حيث شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة استهدفت مواقع عسكرية تابعة لقوات الحكومة السورية الانتقالية في محيط السويداء ودرعا، في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا داخليًا غير مسبوق، خاصّةً بين الحكومة السورية الانتقالية ومرجعيات جبل العرب.

الغارات الإسرائيلية على مواقع سورية

وفقًا لمصادر محلية، استهدفت الطائرات الإسرائيلية خطوط إمداد الفصائل العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية الانتقالية، وخاصة في محيط مدينة السويداء ومنطقة درعا. وكان مطار الثعلة العسكري من أبرز الأهداف، حيث أسفرت الغارات عن مقتل وإصابة عدد من عناصر القوات السورية المتمركزة هناك. كما استهدفت غارتان “اللواء 52” شرقي درعا، وهو ما أسفر عن تدمير مواقع وتجمعات لفصائل مسلحة تابعة للحكومة الانتقالية.

الحركة في السويداء: من التوتر إلى العنف

في وقت تشهد فيه محافظة السويداء تصاعدًا في التوترات الداخلية، أصدرت حركة “رجال الكرامة” بيانًا شديد اللهجة، حيث دانت ما وصفته بـ”الاعتداء الوحشي” من قبل حكومة دمشق على مدينة السويداء وجبل العرب. وأكدت الحركة أن الهجوم الأخير يُعدّ تصعيدًا خطيرًا يهدد السلم الأهلي في المنطقة. كما أعلنت الحركة عن سقوط أكثر من 50 قتيلًا وجريحًا في صفوف مقاتليها.

مفاوضات في ظل التصعيد

وأشارت مصادر مطلعة لقناة الميادين إلى أن المفاوضات بين فصائل السويداء والحكومة السورية، والتي تتم برعاية دولة خليجية، ما تزال مستمرة. وتتمحور المفاوضات حول كيفية إعادة الوضع في السويداء إلى ما كان عليه سابقًا قبل بداية الأحداث. من ضمن المطالب الرئيسية للوفد المفاوض هو محاسبة المسؤولين الذين خالفوا الاتفاقات الموقعة مع الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية.

اشتباكات بين الفصائل الدرزية والحكومة السورية

في الساعات الأخيرة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الفصائل الدرزية وقوات الحكومة الانتقالية في عدة مناطق من السويداء. وبحسب التقارير، استعاد المقاتلون الدروز السيطرة على العديد من المناطق داخل المدينة، مع السيطرة على عدد من الآليات العسكرية التابعة للحكومة. في المقابل، أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي حشودًا من القوات الموالية للحكومة السورية تتوجه إلى المنطقة بهدف دعم قوات الحكومة ضد الفصائل الدرزية.

الوضع الإنساني والتدمير

على الصعيد الإنساني، كشفت مصادر محلية وطبية لشبكة السويداء 24، أن حصيلة جريمة الإعدام الميداني التي نفذتها القوات العسكرية التي اقتحمت مدينة السويداء، فاقت العشرين ضحية، ومن بينهم نساء اثنتين. كما تعرضت كنيسة “الملاك ميخائيل” في قرية الصورة الكبيرة شمال السويداء لأضرار كبيرة.

التصعيد العسكري في جنوب سوريا، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية والاشتباكات العنيفة في السويداء ودرعا، يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة. في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات الرامية إلى تهدئة التوترات الداخلية، يبقى المشهد في الجنوب السوري غامضًا وغير واضح المعالم، خاصة مع الانقسامات المتزايدة.

 

إقرأ أيضاً: السويداء: انتهاكات رغم إعلان وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً: إسرائيل توجه باستهداف القوات السورية ومخازن الأسلحة في السويداء

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.