الألعاب الأولمبية في باريس تخسر بريقها بمشاركة “إسرائيل”.. القتلة لا يحملون أغصان الزيتون
داما بوست- خاص
مع اقتراب إضاءة شعلة الألعاب الأولمبية في باريس، تضيء الغارات الوحشية الإسرائيلية أجواء قطاع غزة في ليل الحرب الطويل، لكن باريس ونظامها السياسي لا يرى كل هذه الحرب المدمرة التي تفجرها “إسرائيل” وتفجر معها كل مظاهر السلام والأمن التي هي من ركائر ومظاهر وأدبيات من يحل للمشاركة في الألعاب الأولومبية التي ترمز للسلام والوئام بين الدول .
“إسرائيل” ليست دولة بل كيان عدواني وحربه الأخيرة على قطاع غزة وقبلها من حروب تجعل مشاركته في أولمبياد باريس أمراً باطلاً، لكن الدعم الغربي للكيان يجعله يقفز فوق كل الحواجز ليصل إلى أولمبياد لا يحق له المشاركة به، فمن يشاركون من الكيان يلبسون الزي الرياضي لكنهم في الحقيقة ليسوا سوى مستوطنين يحملون السلاح كل يوم لقتل أصحاب الأرض في فلسطين، وهم قدموا لباريس تاركين زيهم العسكري في الكيان لحين العودة وقد ينخرط منهم من جديد أفراد في الحرب على غزة وقتل الأطفال والنساء و”قتل البيوت”.
“إسرائيل” قتلت خلال الحرب المستمرة على غزة، أكثر من 35 ألف شخص، نصفهم من النساء والأطفال، والآن وجودها في الحدث الرياضي وتأمين أمن الأولمبياد يثير الدهشة، والهدف الأساسي للأولمبياد هو الحفاظ على حقوق الإنسان والسلام والحياة دون تمييز، وحضور “إسرائيل” فيه يشكل تناقضاً كبيراً، وهو حضور غير أخلاقي وغير قانوني ولا يتفق مع روح الألعاب الأولمبية.
“إسرائيل” تقوم في هذه الأثناء بالإبادة الجماعية للمدنيين في غزة، ومنذ تأسيس ألعاب الأولمبياد في عام 776 قبل الميلاد، تم تصميم هذه الألعاب كفلسفة للحياة بعيداً عن الحروب والموت والقتل وعلى أساس المنافسات الإيجابية والسعي نحو السلام والاستقرار.
وفي العصر الحديث، تم إحياء الألعاب الأولمبية بنفس الأهداف لحفظ حقوق الإنسان وخلق عالم مليء بالسلام، حاول المسؤولون عن الألعاب الأولمبية في عصور مختلفة تقديم الرياضة كجزء لا يتجزأ من المجتمع الحديث والمتنوع اليوم، وكرمز للسلام والإنسانية.
وأين “إسرائيل” من قيم السلام والحياة، وأين هي من فكرة الألعاب الأولمبية التي من المفترض أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز تنمية مجتمع سلمي من خلال نشر الرياضة وتعميم جاذبيتها العالمية، دائماً ما كانت الجهود تنصب على جعل الألعاب الأولمبية رمزاً للسلام والإنسانية، وهذه القضية الإيجابية أبعد ما يكون عنها كيان الاحتلال الذي يعيش على القسوة وانتهاك أبسط حقوق الإنسان مثل الحق في الحياة، وهذا أمر شائع في تاريخ الاحتلال، ويمكن للألعاب الأولمبية في باريس أن تخسر الكثير من بريقها بمشاركة “إسرائيل”.
ومن سخرية القدر أن تلعب “إسرائيل” دوراً في تأمين أمن أولمبياد باريس على مستويين، مباشر وغير مباشر، على المستوى المباشر، ستكون “إسرائيل” جزءاً من التحالف الذي شكّلته فرنسا، النقطة المهمة في هذا السياق هي اشتراك كيان “إسرائيل” بشكل غير مباشر في تأمين الأمن لأولمبياد باريس عبر شركة استشارات أمنية متعددة الجنسيات، وبالتالي، فإن اشتراك شركة ISDS وقوات أمن “إسرائيل” في حفظ أمن الأولمبياد هو أمر يتعارض مع روح السلام والصداقة، ويتناقض مع سلوكيات القتل الإسرائيلية البشعة والإجرام ضد الإنسانية.
هذا الأمر يعيه الكثيرون وهو يفسر تجمع مئات المحتجين أمام مقر لجنة تنظيم أولمبياد باريس 2024 ، للمطالبة بمنع “إسرائيل” من المشاركة في الألعاب الأولمبية التي ستقام خلال الصيف، ويجب الرجوع للوراء لمعرفة ما حدث في الألعاب الأولمبية منذ عقود، عام 1964 عندما طُردت جنوب أفريقيا من الألعاب الأولمبية بسبب عنصريتها العلنية، وهذا ما يجب أن يحصل اليوم في أولمبياد باريس، بطرد “إسرائيل” لعنصريتها وحربها الوحشية على غزة.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلط الحابل بالنابل وكذب حين تحدث عن الفارق في التعامل مع “إسرائيل”، المشاركة في أولمبياد باريس الصيف المقبل رغم حربها على غزة، وبين روسيا التي استبعدت عن الألعاب على خلفية حربها في أوكرانيا
ونافق ماكرون مرة أخرى وناقض الواقع بقوله “لهذا السبب سيكون العلم الإسرائيلي هناك في الألعاب، وسيكون الرياضيون هناك وآمل أيضاً أن يكونوا حاملي السلام لأنه سيتعين عليهم التنافس مع العديد من رياضيي المنطقة”، فعن أن سلام يتحدث ماكرون، وكيف لحاملي السلاح لقتل الأطفال أن يتحولوا بين لحظة وأخرى لحمائم سلام تحمل أغصان الزيتون.
“إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية في غزة، وعلى المجتمع الدولي “التحرك الجماعي” لوقف ذلك ومنع “إسرائيل” من المشاركة في الأولمبياد الباريسي، فمنذ 7 تشرين الأول 2023، وحتى اليوم تشن “إسرائيل” حربا على غزة خلفت قرابة 122 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وكل ذلك يتعارض مع روح السلام والأمن والأخلاق التي تنادي بها الألعاب الأولمبية على مر العصور.