بعد يوم من الحرائق التي التهمت مساحات حراجية وزراعية واسعة في أرياف حماة، تمكنت فرق الإطفاء من تطويق وإخماد النيران وتبريدها، خشية اندلاعها مجدداً بفعل الرياح.
وأكد وزير الزراعة محمد حسان قطنا أن كوادر الإطفاء تمكنت بمساعدة الدفاع المدني والمروحيات التابعة للدفاع الجوي من إخماد 90% من الحرائق الواقعة في الأراضي الحراجية، بمشاركة 26 صهريج من محافظات أخرى، موضحاً أن الرياح القوية ووعورة تضاريس المنطقة وتعذر وصول آليات الإطفاء إلى مواقع النيران حال دون السيطرة عليها وتمددها في الحراج الجبلية.
وأضاف “قطنا” أن الحرائق أتت على مساحات واسعة من غابات السنديان المعمرة والبطم وغيرها من أصناف الأشجار والشجيرات التي تتميز بالتنوع البيولوجي في المنطقة، دون أن يكون هناك خسائر في الأشجار المثمرة والحقول العائدة ملكيتها للأهالي، مشدداً على أهمية تعاون المجتمع المحلي ومساهمته في حماية ومراقبة الحراج والحفاظ على المساحات الخضراء والغطاء النباتي وصون البيئة.
بدوره أوضح مدير الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس أوفى وسوف أن حريقاً التهم أشجارا حراجية ومثمرة في الأراضي الواقعة بين موقع الحدادة ومعصرة الزيتون في بلدة “نهر البارد وصولا إلى قرية “حير المسيل”، بينما تمكن فرق الإطفاء من تطويق وإخماد النيران وتبريدها مؤكداً، عملية المراقبة مستمرة خشية اندلاعها مجددا بفعل الرياح. بحسب وكالة “سانا”.
وفي مقابل التصريحات الحكومية، اشتكى “مخلص” وهو أحد سكان منطقة “عين الكروم” المشاركين في إخماد الحريق لـ “داما بوست”.. نقص المعدات والموظفين في الحراج والإطفاء، مؤكداً أن أعدادهم لا تكفي فيما طلبات توظيفهم بالآلاف، مشدداً على أن دور الأهالي كان الأساس ودونه لصار الوضع أكثر خطورة.
وبحسب “مخلص” فإن الإمكانيات غير كافية وقلة سيارات الإطفاء ساعدت على انتشار النار والطبيعة الجبلية والوعرة كانت تفرض منذ البداية تدخلاً للطائرات، دون التردد في اتخاذ القرار، فالوقت بين ملئ السيارة وعودتها، كافي لانتشار النار بمساحات واسعة، مؤكداً التهام الحريق لأشجار الزيتون، وأن الأهالي هم الذين سيطروا عليها ومنعوا اقترابها من المنازل.
من جهته قال “يائل أحمد” أحد الأشخاص المقيمين في نطاق منطقة انتشار الحراق لـ “داما بوست”.. “مع علم الجهات الموجودة في المنطقة أن كل صيف يكون هناك حرائق تلتهم الجبال، إلا أن التقصير والتجهيز يكون ضعيفاً للغاية، من المفترض والواجب أن يتم تجهيز آليات ومعدات وزيادة النقاط لمراقبة الأحراج، وخاصة في المنطقة الشرقية الكاشفة لكل منطقة الغاب بحيث أي بداية لاشتعال نار على الفور يتم الإعلام بها والسيطرة عليها، إضافة لتوزيع السيارات منذ بداية الصيف بالجبال وليس بالمقرات، مؤكداً أنه لا يمكننا منع اشتعال الحريق، ولكن يمكن الحد من انتشاره بالإدارة فقط وليس انتظار الكارثة أن تبدأ”.