توسع التبادل الزراعي مع الأردن ينعش قطاع الفلاحين في سوريا
يشهد التبادل التجاري بين سوريا والأردن انتعاشًا متسارعًا، وتزامنًا مع قرار وزارة الداخلية الأردنية، في آذار الماضي، بتشغيل معبر “جابر” الحدودي المقابل لمعبر “نصيب” السوري، على مدار 24 ساعة يوميًا، ما أسهم في تحفيز الحركة الاقتصادية بين البلدين، لا سيما في المجال الزراعي.
وفي خطوة تعكس توجّهًا نحو تعزيز التعاون الثنائي، زار وفد اقتصادي أردني سوريا في أيار الماضي، حيث التقى ممثلين عن هيئة الصادرات السورية. واعتُبرت الزيارة محطة رئيسية في مسار دعم التعاون المباشر بين القطاع الخاص في كلا البلدين.
وفي تصريحات لوسيلة إعلام محلية، أوضح رئيس جمعية “ائتلاف” لتربية الأبقار في الأردن، ليث الحاج، أن القطاع الزراعي وتربية الحيوان من أبرز المستفيدين من الانفتاح الاقتصادي تجاه سوريا، مشيرًا إلى بدء دخول منتجات زراعية سورية، أبرزها القش والشعير، إلى الأسواق الأردنية عبر قنوات غير حكومية.
وأكد الحاج أن الأردن يعتمد بشكل كبير على استيراد الأعلاف من الخارج، بنسبة تقارب 90%، بسبب شح المياه ومحدودية الأراضي الزراعية، ما يجعل استيراد الأعلاف من سوريا خيارًا اقتصاديًا، إذ تقل تكلفته بنحو 5% مقارنة بدول أخرى كأمريكا ومصر وإسبانيا.
بدوره، رأى رئيس غرفة زراعة درعا، جمال مسالمة، أن فتح المجال أمام الفلاحين السوريين لتسويق جزء من محاصيلهم الزراعية بحرية، سواء في السوق المحلية أو عبر التصدير، يمكن أن يسهم في دعم الإنتاج وزيادته، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي أثّرت على زراعة القمح والشعير خلال الموسم الحالي.
وأشار مسالمة إلى أن المزارعين لا يستطيعون زيادة إنتاجهم دون ضمان وجود سوق ثابتة ومنصفة لمنتجاتهم، مطالبًا بضرورة إعادة النظر في بعض السياسات التقييدية، وتوفير محفزات إنتاجية لمواجهة ارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية، وعلى رأسها الوقود والأسمدة، والتي تدفع كثيرين للتحول إلى محاصيل بديلة أكثر ربحًا مثل الكمون واليانسون والحبة السوداء.