داما بوست- متابعة| ينتاب أوساط إسرائيلية القلق من تطبيق تيك توك الذي جعل كما يقولون الأصوات الموالية للفلسطينيين أكثر انتشاراً عبر اللوغاريتمات الخاصة به.
وركزت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية على التشريع الذي مرره مجلس النواب الأمريكي الأربعاء الماضي الذي ينص على إلزام المدير التنفيذي ومالك الشركة المشغلة لتطبيق تيك توك ومالك الشركة شاو زي تشو على بيع تطبيق نشر الفيديوهات القصيرة.
ونقلت الصحيفة عن تشو قوله: “هناك الكثير من الجلبة، لكني لا أعرف بالضبط ما الخطأ الذي ارتكبناه”، وذلك أثناء زيارته لكابيتول هيل عقب إصدار القانون الأمريكي.
وربما يكون من الغريب أن نسمع هذه التصريحات من مالك الشركة في ضوء الوضوح الشديد الذي أعرب به أعضاء الكونغرس الأمريكي عن مخاوفهم بعد أن أصبح تطبيق تيك توك، الذي تشغله شركة “بايتدانس”، هو الاختيار الأول للأمريكيين بين مواقع التواصل الاجتماعي، وفقا للمقال الذي كتبه ديمتري سيفاستوبولو، وجيمس فونتانيللا، وتابي كيندر.
وأعرب مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن بالغ قلقهم في مناسبات عدة حيال إمكانية استيلاء الحكومة في بكين على بيانات عشرات الملايين من الأمريكيين المسجلين على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، التي تحولت إلى تشريع مرره مجلس النواب الأمريكي الأربعاء الماضي بنتيجة سجلت 362- 65 صوتا، والذي يقضي بأن يُحذف تطبيق تيك توك من متاجر التطبيقات العاملة في الولايات المتحدة إذا لم تتنازل عنه شركة “بايتدانس” خلال 180 يوماً.
تيك توك يرفع الأصوات الموالية للفلسطينيين
في المقابل، انتقدت إدارة تيك توك التشريع الأمريكي الذي قد يلزم “بايتدانس” المشغلة للتطبيق، واصفة إياه بأنه “غير دستوري” لأن الشركة ليست تابعة للحكومة الصينية.
ورأى منتقدو التطبيق أيضا أنه لا ينبغي السماح بتشغيل تيك توك في الولايات المتحدة كونه مملوكا لصينيين أسوةً بالقيود المفروضة على الملكية الأجنبية لوسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والقنوات التلفزيونية.
وأصبح انتقاد تيك توك لا يقتصر على المشرعين والأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة التي رددت في مناسبات عدة مخاوف حيال الأمن الوطني الأمريكي فقط، بل تجاوز ذلك إلى منتقدين آخرين للتطبيق من المواطنين الأمريكيين أنفسهم، فعلى سبيل المثال، هناك جماعات يهودية في “إسرائيل” وخارجها تتهم تيك توك يجعل الأصوات الموالية للفلسطينيين أكثر انتشاراً باستخدام اللوغاريتمات الخاصة به مقارنة بالأصوات الموالية للجانب الإسرائيلي.
ورغم هذه الجهود التشريعية، لا تزال هناك تساؤلات كثيرة تلوح في الأفق حول مستقبل التطبيق الأكثر شعبية بين تطبيقات التواصل الاجتماعي بين الأمريكيين.
وأول هذه التساؤلات يتعلق بكيفية تعامل مجلس الشيوخ مع التشريع المقترح وسط غموض حول موقف المشرعين الأمريكيين في المجلس من القانون، إذا لم تصدر أي تصريحات بخصوص مشروع القانون عن أي من الأعضاء في مقدمتهم زعيم الأغلبية الجمهورية تشاك شومر.
كما يبقى تساؤل ملح آخر عن مصير تيك توك وإلى من ستؤول ملكيته حال تحول التشريع المقترح إلى قانون مفعل؟ وهل يخضع التطبيق للسيطرة الأمريكية في نهاية المطاف؟
لكن لن نتمكن من التوصل إلى إجابة عن تلك الأسئلة إلا بعد تصديق الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشروع القانون حال تمريره من مجلس الشيوخ.