بعد العودة إلى “أوابك”.. سوريا تراهن على مضاعفة إنتاج الغاز بحلول 2026
تسعى سوريا إلى إعادة تنشيط قطاع الغاز الطبيعي بوصفه أحد المسارات الأساسية للتخفيف من أزمة الطاقة المستمرة منذ أكثر من عقد
في إطار توجه يجمع بين التعافي التدريجي والإصلاح الهيكلي، مدفوعًا بتغيرات سياسية واقتصادية ومساعٍ للانفتاح الإقليمي.
ويكتسب هذا التوجه زخمًا إضافيًا مع أول مشاركة رسمية لسوريا في اجتماعات منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك” بعد سنوات من الغياب
في إشارة إلى رغبة دمشق بإعادة إدماج قطاعها الطاقي ضمن المنظومة العربية المشتركة.
خطة حكومية وأرقام مستهدفة
أعلن وزير الطاقة السوري محمد البشير أن بلاده تتوقع رفع إنتاج الغاز الطبيعي إلى نحو 15 مليون متر مكعب يوميًا بحلول نهاية عام 2026، مقارنة بمستويات حالية تقارب 7 ملايين متر مكعب.
وأوضح أن هذا الهدف يندرج ضمن خطة حكومية لتعزيز الإمدادات المحلية وتقليص الفجوة بين العرض والطلب، ولا سيما في قطاع الكهرباء الذي يعتمد بشكل أساسي على الغاز لتشغيل محطاته.
قطاع مُثقل بإرث الحرب
تعكس الأرقام المعلنة حجم التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة، إذ تسببت سنوات الحرب بتدمير واسع لمنشآت الإنتاج والمعالجة، وألحقت أضرارًا كبيرة بشبكات النقل والتوزيع
إلى جانب تراجع القدرة التشغيلية للحقول نتيجة نقص الصيانة والاستثمارات.
وتشير تقديرات دولية إلى خسائر بمليارات الدولارات وانخفاض حاد في الإنتاج مقارنة بما قبل عام 2011.
استثمارات وشراكات إقليمية
تزامنت تصريحات الوزير مع تأكيدات من الشركة السورية للبترول حول دخول شركات سعودية في استثمارات متكاملة لتطوير القطاع.
وبحسب الشركة، ستتولى “أديس” القابضة تطوير حقول الغاز، فيما تقدم شركات أخرى دعمًا فنيًا ولوجستيًا وأعمال مسح زلزالي وحفر متطور.
وتتوقع “أديس” تحقيق زيادة في إنتاج الغاز بين 20 و25% خلال الأشهر الستة الأولى من بدء التنفيذ، لترتفع إلى 40–50% بعد عام
ضمن اتفاقيات لا تقتصر على زيادة الإنتاج فحسب، بل تشمل تحسين كفاءة المنشآت المتضررة.
رهان على أمن الطاقة
يأتي هذا الحراك ضمن مساعٍ حكومية أوسع لجذب استثمارات وخبرات إقليمية ودولية، بهدف تحويل قطاع الطاقة إلى رافعة لإعادة الإعمار وداعم للتنمية الاقتصادية.
ورغم استمرار التحديات، تعوّل دمشق على أن تشكل زيادة إنتاج الغاز خطوة محورية لتعزيز أمن الطاقة وتحسين التغذية الكهربائية وتخفيف الأعباء عن المواطنين في مرحلة تعافٍ معقدة.
اقرأ أيضاً:خبير اقتصادي: رفع العقوبات قد يزيد الإغراق والاستيراد… وليس الاستثمار!
اقرأ أيضاً:تقرير أميركي: الاقتصاد السوري أمام مفترق طرق بين الانهيار وفرص التعافي