الروبوتات تغزو العالم المادي: “الموجة القادمة من الذكاء الاصطناعي” تبدأ من اليابان والصين!

وداعاً لشاشات الكمبيوتر:

الروبوتات الذكية تتعلم غسيل الأطباق وتصفيف الشعر.. هل بدأ العد التنازلي لمليار روبوت بشري بحلول 2050؟
إذا كان “شات جي بي تي” قد سيطر على عالم الكلمات، فإن الروبوتات الشبيهة بالبشر تستعد الآن للسيطرة على عالمنا المادي. يشهد العالم حالياً انطلاقة لـ “الذكاء الاصطناعي المادي” (Physical AI)، وهي الموجة التي وصفها جانسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لـ “إنفيديا”، بأنها “ذكاء اصطناعي يفهم قوانين الفيزياء وقادر على العمل بيننا”.

السباق نحو الروبوتات البشرية انطلق، والرهان كبير: استبدال اليد العاملة في أصعب المهام.

 اليابان: روبوتات الإغاثة في دور الرعاية
في طوكيو، تعمل شركة “إناكتيك” على تطوير أذرع روبوتية تحاكي الحركات البشرية بدقة متناهية عبر ربطها بخوذ الواقع الافتراضي. الهدف نبيل وعملي: إرسال هذه الروبوتات للعمل في دور الرعاية اليابانية التي تعاني نقصًا حادًا في الموظفين.

هدف الجيل الجديد: يؤكد هيرو ياماموتو، الرئيس التنفيذي لـ “إناكتيك”، أن هدف الروبوتات هو “العيش جنباً إلى جنب مع الناس في بيئات شديدة الفوضى”. ومع التدريب الكافي، ستكون قادرة على إنجاز مهام يومية مثل غسل الأطباق والملابس دون إشراف بشري!

 الصين: الروبوتات تتفوق على السيارات!
في المقابل، تشتعل المنافسة في الصين. شركة “إكس بنغ” (XPeng) العملاقة لصناعة السيارات الكهربائية، كشفت الأسبوع الماضي عن أحدث روبوتاتها بملامح أنثوية، معلنة دخولها القوي في مجال الذكاء الاصطناعي المادي.

رهان المستقبل:

رئيس الشركة، شياو بينغ، يذهب إلى أبعد من ذلك، متوقعًا أن يكون عدد الروبوتات التي سيتم بيعها سنوياً خلال عقد “أكثر من السيارات”.

الوظائف المنتظرة:

يتوقع المسؤولون أن تتمكن هذه الروبوتات من أداء “دور أي بشري تقريباً”، بدءاً من مربّي الأطفال وصولاً إلى الطهاة.

 التدريب.. والتحدي الأكبر!
بينما تتعلم نماذج الذكاء الاصطناعي النصي من كميات هائلة من الكلمات، تواجه النماذج الروبوتية تحدياً مضاعفاً: عليها أن تتعامل مع الرؤية، اللغة، والفعل في آن واحد. يحتاج الروبوت إلى ما يصل إلى 50 عرضاً توضيحياً لكل حركة لضبط إعداداته.

هل ستكون الروبوتات بديلاً للعمال؟

الواقع الحالي ما زال معقدًا. فرغم التوقعات المذهلة لـ “مورغان ستانلي” بوصول عدد الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى مليار روبوت بحلول 2050، فإن التحديات المادية ما زالت قائمة:

تكلفة الصيانة: قد توازي تكلفة استبدال يد روبوتية تؤدي مهمات شاقة راتب عامل بشري لسنوات!

الفجوة البدنية:

تشير الخبيرة سارة أديلا آباد غوامان، الأستاذة المساعدة في علم الروبوتات، إلى أن هناك “فجوة كبيرة” بين أنظمة الذكاء الاصطناعي وقدراتها البدنية. وتلفت إلى أن “حاسة اللمس لدينا لا تُضاهى”، مما يعني أن استبدال العامل البشري بالكامل ليس وشيكاً.

على الرغم من المشاهد المحرجة لسقوط روبوت روسي، أو صراع مساعد منزلي أمريكي-نرويجي لإغلاق باب غسالة الأطباق (بتكلفة 20 ألف دولار)، فإن التمويل الضخم وصفقات الاستحواذ الكبرى – مثل استحواذ “سوفت بنك” على “إيه بي بي روبوتيكس”- تؤكد أن الذكاء الاصطناعي المادي هو بالفعل الوجهة التالية للعالم.

إقرأ أيضاً : سر النجاح في عصر “الذكاء المدعّم”: المهارات الأربع التي لا تستطيع الآلة إتقانها.

إقرأ أيضاً : العقول المبدعة: كيف يمنح الذكاء الاصطناعي ذوي التوحد وفرط الحركة القوة للتفوق في مكان العمل؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.