الدورة التاسعة من “يوم الحوار” مع المجتمع المدني في دمشق: خطوة نحو تعزيز الشراكة وبناء سوريا جديدة
انطلقت في العاصمة السورية دمشق، اليوم السبت، أعمال الدورة التاسعة من “يوم الحوار” مع منظمات المجتمع المدني السوري، وهي الفعالية الأولى من نوعها في دمشق منذ انطلاقها في عام 2017. وكان هذا الحدث يُعقد سنويًا في بروكسل ضمن إطار مؤتمر المانحين لدعم سوريا، ولكن هذا العام جاء الحدث في دمشق في خطوة وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها خطوة هامة نحو دعم سوريا.
حوار سوري-سوري في قلب دمشق:
يُركز “يوم الحوار” هذا العام على تعزيز دور المجتمع المدني داخل سوريا في عملية الانتقال السياسي وإعادة البناء، وذلك بتنظيم مشترك بين الاتحاد الأوروبي ومنظمات المجتمع المدني السورية، وبالتعاون مع الحكومة السورية الانتقالية. وفي كلمته الافتتاحية، قال وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، أسعد الشيباني، إن انطلاق الفعالية في دمشق يُعد بداية شراكة قوية بين المجتمع المدني والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن المجتمع المدني هو مرآة لنبض الشارع وجسر للتواصل بين الدولة والمجتمع.
دور المجتمع المدني في بناء سوريا المستقبل:
من جانبها، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، أن الحوار مع المجتمع المدني يمثل خطوة أساسية نحو التغيير في سوريا، مشيرة إلى أن إعادة البناء في سوريا لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال شراكة قائمة على الاحترام والتعاون بين الدولة والمجتمع المدني. وأوضحت أن المجتمع المدني هو شريك أساسي في عمليات التخطيط والتنفيذ والمساءلة.
الاتحاد الأوروبي يدعم سوريا في مرحلة التحول:
في كلمتها، قالت المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط، دوبرافكا سويكا، إن إقامة “يوم الحوار” في دمشق للمرة الأولى تعكس التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الشمولية والمصالحة داخل سوريا، وتوفير مساحة مدنية آمنة. كما أشارت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، كايا كلاس، إلى أن سوريا لديها فرصة تاريخية لإعادة بناء نفسها بعد عقود من الدكتاتورية، وأعلنت عن تخصيص 2.5 مليار يورو لدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا.
محاور رئيسية لمستقبل سوريا:
ويبحث المشاركون في الدورة التاسعة من “يوم الحوار” مجموعة من الملفات المحورية التي تمس عملية الانتقال السوري، أبرزها العدالة الانتقالية، والتماسك الاجتماعي، والانتقال من العمل الإنساني إلى التعافي الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن تمكين الشباب.
دور الاتحاد الأوروبي في دعم سوريا:
في بيان رسمي، وصف الاتحاد الأوروبي تنظيم الفعالية في دمشق بأنه خطوة جوهرية نحو دعم مساحة مدنية آمنة ومستقلة في سوريا، مشيرًا إلى استعداده لمواصلة دعم المصالحة السورية وتحقيق التماسك الاجتماعي. كما اعتبرت المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، حجة لحبيب، انعقاد الفعالية في دمشق “علامة فارقة” بعد 14 عامًا من الصراع، مؤكدة أنها تتيح فرصة حوار سوري-سوري حقيقي حول مستقبل البلاد.
دعم الاتحاد الأوروبي للانتعاش الاقتصادي:
وأكدت لحبيب التزام الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم الإنساني ودعم الانتقال نحو انتعاش اقتصادي مستدام في سوريا، مشيرة إلى أهمية المساهمة في تحسين حياة السوريين في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد.
“يوم الحوار” في إطار مؤتمر بروكسل 9:
من الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي ينظم منذ عام 2017 مؤتمرات المانحين لدعم سوريا في بروكسل، حيث حمل مؤتمر هذا العام عنوان “الوقوف مع سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح”، وذلك في إطار مؤتمر بروكسل 9 لدعم سوريا الذي يُنظمه الاتحاد الأوروبي، بعد إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في 17 آذار/مارس 2025، أن “يوم الحوار” سيُعقد هذا العام في دمشق.
إقرأ أيضاً: سوريا: إحصائيات متضاربة للضحايا المدنيين في آب 2025
إقرأ أيضاً: غياب العدالة الانتقالية في سوريا يفسح المجال أمام الانتقام الأهلي