الطب يتجه نحو المستقبل: وداعاً للحقن اليومية.. و”الذكاء الاصطناعي” يدخل عيادات الأطفال!

جدة تشهد انطلاق ثورة العلاج الموجّه: مستجدات مذهلة في علاج اضطرابات الغدد والأمراض النادرة عند الأطفال.
جدة – (د. عبد الحفيظ يحيى خوجة): في خطوة ترسخ مكانة المملكة كمركز ريادي في الطب المتخصص، اختتمت مدينة جدة فعاليات المؤتمر الثالث للمستجدات في أمراض الغدد الصماء والأمراض النادرة لدى الأطفال. المؤتمر لم يكن مجرد منصة للحوار، بل كان بمثابة إطلاق لرؤى جديدة تُعيد تعريف مفهوم علاج الأطفال، وتعد بتحويلات جذرية في جودة حياتهم.

ما الذي حمله المؤتمر من مستجدات؟ الإجابة تكمن في التحول نحو العلاج الأسبوعي، والطب الشخصي، ودمج التقنية الذكية.

 نقلة نوعية في علاج النمو: هرمون “الأسبوع الواحد”!
كانت التطورات في علاج اضطرابات النمو هي النجم الأبرز. لقد ولّى زمن الحقن اليومية المرهقة للأطفال وعائلاتهم.

التحول الأسبوعي:

ناقش الخبراء الاستخدام المذهل لـ هرمون النمو طويل المفعول (Somatrogon)، الذي يتيح إعطاء جرعة واحدة أسبوعيًا بدلاً من الجرعات اليومية التقليدية. هذه النقلة النوعية تضمن التزامًا علاجيًا أكبر وتقلل الأعباء النفسية على الطفل.

التشخيص الجيني أولاً:

شدد البروفيسور عبد المعين الأغا على أهمية الفحوص الجينية الحديثة في إعادة تصنيف حالات قِصَر القامة مجهولة السبب (ISS) وصغار الحجم (SGA)، مؤكداً أن التشخيص الدقيق والمبكر، بالإضافة إلى العلاج الأسبوعي الجديد، يحققان أفضل النتائج.

 الغدد الصماء والسكري: العلاج بات رقمياً ومخصّصاً!
لم تقتصر التطورات على النمو فحسب، بل شملت أعقد التحديات التي تواجه طب الأطفال:

ثورة تقنية السكري:

أصبحت التقنيات الرقمية هي المحور. ناقش المؤتمر كيف أن أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز (CGM)، ومضخات الإنسولين الذكية، والذكاء الاصطناعي (AI) لم تعد خيارات، بل أصبحت عنصراً محورياً في السيطرة على داء السكري لدى الأطفال، مما يرفع من جودة حياتهم اليومية.

ليس كل سكري من النوع الأول:

حذر الأستاذ الدكتور عدنان الشيخ من الأخطاء العلاجية، مؤكداً ضرورة التشخيص الجزيئي الدقيق للأنواع النادرة مثل السكري أحادي الجين (Monogenic Diabetes) لضمان العلاج الصحيح.

إدارة أكثر أمانًا:

تمت مناقشة العلاجات الحديثة لإدارة حالات معقدة مثل فرط تنسج الكظر الخلقي (CAH)، والتحول نحو حلول هرمونية أدق وأكثر أمانًا من العلاج التعويضي التقليدي بالكورتيزون.

 الأمراض النادرة: التشخيص الجيني يضيء الطريق!
الأمراض النادرة التي يتجاوز عددها عالمياً 7000 مرض كانت حاضرة بقوة:

خبرة سعودية رائدة: عُرضت تجارب محلية في التعامل مع حالات معقدة مثل متلازمة لارون والكساح الوراثي، مما عكس عمق الخبرة المحلية.

تكامل التخصصات: أجمع الخبراء على أن مستقبل الأمراض النادرة يكمن في دمج التشخيص الجيني مع المتابعة الهرمونية، والتأسيس لـ رعاية متكاملة قائمة على التعاون بين أطباء الغدد، الوراثة، وطب الأطفال.

 رؤية لمستقبل صحي مستدام:
أكد المؤتمر على أن مستقبل طب الغدد الصماء للأطفال يتجه بقوة نحو: العلاجات المخصصة (Personalized Medicine)، والذكاء الاصطناعي، والعلاج الجيني. هذه الدعائم الأساسية ستضمن رعاية صحية أفضل للطفل، وتؤكد على سعي المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 في تطوير الخدمات الصحية الوقائية والمجتمعية.

إقرأ أيضاً : ثورة في العيون: الذكاء الاصطناعي يكشف “الرأرأة”.

إقرأ أيضاً : ثورة في عالم الأورام: الذكاء الاصطناعي و”البصمات الجزيئية” يكسران شيفرة سرطان الثدي!

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.