شتاء قاسٍ يلوح في الأفق بسوريا: ارتفاع جنوني في أسعار التدفئة وتفاقم العجز

تشهد سوريا مع اقتراب فصل الشتاء ارتفاعاً “جنونياً” في أسعار وسائل التدفئة، يتجاوز 70% مقارنة بالعام الماضي، ما يفاقم من معاناة السوريين ويزيد من عجز العائلات عن تأمين الدفء في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة وضعف القوة الشرائية.

غلاء غير مسبوق في وسائل التدفئة التقليدية والبدائل:

  • المازوت: ارتفع سعر برميل المازوت من نحو 125 دولاراً في الشتاء الماضي ليتجاوز اليوم 200 دولار، وقد يصل إلى 215 دولاراً للنوع الجيد. ويتوقع الأهالي، خاصة في حلب، مزيداً من الارتفاع بسبب التقلبات الأمنية والسياسية المحتملة.
  • الحطب: وصل سعر الطن الواحد إلى نحو 200 دولار.
  • القشور (بديل التدفئة الأرخص): شهدت أسعارها ارتفاعاً حاداً، حيث تجاوز سعر الطن 230 دولاراً بعد أن كان 150 دولاراً في الشتاء الماضي، متأثرة بالضرائب وكونها مستوردة.
  • يتوقع انخفاض كميات الحطب المتاحة بسبب الرقابة الصارمة على الغابات وبساتين الزيتون، ما قد يزيد من أسعارها مجدداً.

حيرة السوريين بين الكلفة والفعالية:

تجد العائلات صعوبة بالغة في اتخاذ قرار بشأن وسيلة التدفئة، مع انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المازوت والحطب.

يلجأ البعض إلى خيارات أكثر خطورة مثل الفحم أو البلاستيك، أو يفضلون مدفأة القشور التي يعتبرونها “الحل الوسط” من حيث الكلفة والضرر.

يُعد طن القشور كافياً لتشغيل مدفأة طوال فصل الشتاء، بينما تحتاج مدفأة المازوت إلى برميلين على الأقل، رغم أن سعر مدفأة القشور نفسها يمثل عائقاً (بين 50 و 200 دولار).

معاناة مضاعفة في شمال غربي سوريا والمخيمات:

شمال غربي سوريا: تفاقمت الأزمة بشكل أكبر مع تضاعف أسعار المحروقات والبدائل الأخرى وتراجع الدعم الإنساني بشكل ملحوظ. ويشير السكان إلى أن برميل المازوت أغلى من أي منطقة أخرى والأسعار في ارتفاع مستمر.

يشير “محمد رفاعي” من مدينة اعزاز إلى أن برميل المازوت في المنطقة أغلى من أي منطقة أخرى والأسعار ترتفع كل أسبوع، وأن غالبية العائلات لن تتمكن من تشغيل المدافئ كما في السابق.

أفاد رفاعي “لتفزيون سوريا” بأن المنطقة كانت سابقاً تتوفر فيها بدائل كثيرة من المازوت الرخيص (من الحراقات) والمازوت الغالي، أما اليوم فالأنواع المتوفرة قليلة ومرتفعة السعر بالعموم.

المناطق الداخلية: يشعر بعض السكان بتحسن “نسبي” في توفر بعض مواد التدفئة بأسعار مقبولة لذوي الدخل المتوسط، بعد ارتفاع رواتب الموظفين ودخول أنواع جديدة من وسائل التدفئة.

المخيمات: يُتوقع أن يكون شتاء قاسياً جداً بسبب غلاء الأسعار وتراجع الدعم الإنساني، مع بقاء أعداد كبيرة من النازحين في مخيمات مكتظة تفتقر إلى المقومات الأساسية.

وقال “أبو هشام” (مدير مخيم قرب اعزاز) لموقع “تلفزيون سوريا” إن الدعم المقدم من الجمعيات والمنظمات تضاءل بشكل كبير جداً مقارنة بما كان يحصل عليه قاطنو المخيمات سابقاً من مازوت أو فحم وأغطية.

أشار إلى أن الكثير من المخيمات ما تزال مكتظة بالنازحين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم المدمرة، في ظل غياب شبه تام للحلول البديلة.

المناطق المنكوبة: شتاء بلا مأوى ولا تدفئة:

يعيش الأهالي العائدون إلى المناطق المتضررة والمدمرة (أرياف إدلب وحلب وحماة وريفَي دمشق وحمص ودير الزور) أوضاعاً قاسية، حيث يسكنون بيوتاً متضررة تفتقر للأبواب والنوافذ.

تزداد معاناتهم مع صعوبة تأمين وسائل التدفئة وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق، ما يجعل مواجهة البرد “شبه مستحيلة” في ظل غياب الدعم الإنساني الكافي.

 

اقرأ أيضاً:بين الإحباط والأمل.. الشارع الدمشقي منقسم حول واقع العاصمة

اقرأ أيضاً:ارتفاع تكاليف المعيشة يغيّر ملامح الأعراس ومراسم العزاء في سوريا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.