٢.٤ مليون طالب خارج التعليم.. أرقام خطيرة عن ظاهرة التسرب المدرسي في سوريا
كشف مسح لمنظمة اليونيسيف عن أرقام “خطيرة” بوجود ما يُقدر بـ ٢.٤ مليون طالب وطالبة خارج المدارس، وهي ظاهرة تعزى بشكل رئيسي إلى الظروف القاسية التي سادت لسنوات طويلة. وتتقاطع في تفسير هذه الظاهرة عوامل اجتماعية واقتصادية صعبة دفعت بالعديد من الأطفال إلى العمل في مهن مختلفة لمساعدة أسرهم وتأمين مقومات الحياة الأساسية، بدلاً من متابعة تعليمهم.
أسباب التسرب والإجراءات الحكومية:
أكد مدير التعليم في وزارة التربية، محمد سائد قدور، أن عدد الطلاب المتسربين يقدّر بـ ٢.٤ مليون طالب وطالبة وفق مسح اليونيسيف. وقد أشار قدور إلى اتخاذ الوزارة عدة إجراءات للحد من هذه الظاهرة، تشمل:
- أتمتة أسماء الطلاب ومنحهم كوداً خاصاً لتبيان تنقلاتهم.
- إجراء ربط إلكتروني مع السجل المدني لتحديد الطلاب الذين لم يلتحقوا بالتعليم.
- فتح برامج التعليم المسرّع.
- دعم الطلاب العائدين من التسرب.
- العمل على إيجاد مسارات جديدة للتعليم وتحفيز الطلاب.
من جهته، أكد الباحث الاجتماعي الدكتور حسام سليمان الشحاذة أن الظروف العامة السائدة، من تهجير وأوضاع معيشية خانقة، تدفع الأسر إلى زج الطالب في مهن لا تتناسب مع أعمارهم.
التبعات الخطيرة والحلول المقترحة:
لظاهرة التسرب المدرسي تبعات خطيرة على مستقبل الأفراد والمجتمع والبلاد ككل. لخصها د. الشحاذة في:
- فقدان كبير للموارد المالية والبشرية.
- انتشار الأمية والجهل، ما يسهل الوقوع في مستنقعات الفساد والجريمة والمخدرات، خاصة في الدول غير المستقرة.
ولمواجهة هذا الواقع، اقترح د. الشحاذة العمل بالتوازي على محورين رئيسيين:
سن قوانين وعقوبات شديدة تخص عمالة الأطفال أو منعهم من إكمال تعليمهم.
إيجاد حلول للمشكلات التي تؤدي للتسرب، وذلك من خلال:
- تحسين الوضع الاقتصادي العام وتقديم الدعم للأسر الفقيرة.
- توفير بيئة تعليمية صحية وجذابة (تطوير المناهج، رفع كفاءة المعلمين).
- توفير الأدوات الضرورية للتعليم مجاناً لجعله متاحاً للجميع.
- نشر مراكز لمحو الأمية للمتسربين وتوفير تعليم مهني.
- تنظيم حملات توعوية مجتمعية حول أهمية التعليم ومخاطر التسرب وعمالة الأطفال وزواج القاصرات.
المنظور النفسي ودور الوعي:
من الناحية النفسية، أشارت الدكتورة غنى نجاتي، من جامعة الشام الخاصة، إلى أن التسرب ظاهرة عالمية ذات أسباب نفسية عديدة منها: التنمر، القلق، الخوف من الدراسة، التقليد الأعمى، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تُصوّر الهروب من المدرسة كـ “بطولة”. وأكدت د. نجاتي أن عواقب التسرب خطيرة تنتهي بمستنقع الجريمة.
للحد من الظاهرة، شددت د. نجاتي على:
- تفعيل دور المرشدين النفسيين والاجتماعيين.
- التغيير من طريقة طرح المناهج لتكون جاذبة.
- عرض محاضرات توعية بخطورة التسرب بطرق غير تقليدية وجذابة، مثل العروض المسرحية أو الورش الرقمية.
اقرأ أيضاً:اقتحام كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق وحجز عميد الكلية.. التعليم في سوريا إلى أين؟
اقرأ أيضاً:مدارس سوريا: أطفال يفترشون الأرض وسط غياب البنية التحتية التعليمية