غلاء الزيتون يجبر الأسر على تقليل المؤونة

شهدت أسواق درعا ارتفاعاً حاداً في أسعار ثمار الزيتون المعروضة، حيث بلغت الزيادة حوالي 60% مقارنة بالموسم الماضي، الأمر الذي ألقى بظلاله على قدرة الأسر على تأمين مؤونتها السنوية من هذه المادة الغذائية الأساسية. وفي ظل محدودية الدخول، اضطرت الأسر إلى اتخاذ قرار صعب بتقليل كميات المؤونة إلى النصف أو الثلث مقارنة بالسنوات السابقة، بحسب ما أفاد به عدد من المواطنين، خاصةً مع تزامن فترة المؤونة مع أعباء أخرى كتموين المكدوس والبامياء، إضافة إلى مصاريف المستلزمات المدرسية.

أسعار الزيتون تقفز إلى مستويات غير مسبوقة:

خلال جولة لصحيفة “الحرية” المحلية، في أسواق مدينة درعا، لوحظ عرض كميات من الزيتون الأخضر والأسود بأنواع مختلفة. وقد سجل سعر الكيلو الواحد من الزيتون الأسود نوع “الجلط” ما بين 17 و 18 ألف ليرة، و”القيسي” 16 ألفاً، بينما وصل سعر الكيلو من “النابالي الأخضر” إلى 15 ألفاً. وتشير المقارنات إلى أن السعر ارتفع بشكل كبير؛ ففي الموسم الماضي كان سعر “الجلط” يتراوح بين 10 و 11 ألفاً، و”القيسي والنابالي” ما بين 8 و 9 آلاف ليرة.

الجفاف و”المعاومة” يضربان الإنتاج:

يعزو متابعون ومعنيون بالشأن الزراعي سبب هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار إلى انخفاض كبير في الإنتاج. وفي تأكيد لذلك، أوضح المهندس عاهد الزعبي، مدير زراعة درعا، أن الإنتاج المتوقع للموسم الحالي يبلغ 17 ألف طن، وهو ما يمثل انخفاضاً بنحو 40% عن السنوات السابقة. ويعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى ظروف الجفاف التي سادت المنطقة، حيث لم تتجاوز الهطولات المطرية 35% من المعدل السنوي، بالإضافة إلى تأثير ظاهرة “المعاومة” الطبيعية لأشجار الزيتون.

مخاوف من ارتفاع أسعار الزيت:

أشار مواطنون إلى أن الأزمة قد لا تقتصر على ثمار الزيتون فحسب، بل بدأت بوادر ارتفاع أسعار زيت الزيتون بالظهور بالفعل. فقد قفز سعر صفيحة الزيت (16 كغم) من إنتاج الموسم الفائت من نحو 450 ألف ليرة إلى ما يتراوح بين 700 و 800 ألف ليرة، مما سيشكل عبئاً مالياً إضافياً وكبيراً على الأسر.

جهود لترميم وتوسيع مزارع الزيتون:

تصل المساحة المزروعة بالزيتون في محافظة درعا إلى أكثر من 17 ألف هكتار، وتضم ما يقارب 2.8 مليون شجرة مثمرة. ورغم التحديات الحالية، يقوم العديد من المزارعين بترميم مزارعهم التي تضررت خلال السنوات الماضية، وبدأ آخرون بإنشاء مزارع جديدة، أملاً في تحقيق زيادة تصاعدية في الإنتاج بالسنوات القادمة في حال تحسن الواقع المائي، وهو ما قد يسهم في استقرار أسعار الزيتون والزيت ضمن حدود مقبولة للمزارع والمستهلك معاً.

 

اقرأ أيضاً:موسم الزيتون في سوريا يواجه أزمة حادة: انخفاض الإنتاج بنسبة 70% وتوقعات بارتفاع جنوني للأسعار

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.