أولويات وزارة التربية بين الترميم والفصل بين الجنسين وتغيير أسماء المدارس

تشهد مدارس عديدة في مختلف المحافظات السورية أوضاعاً تعليمية صعبة بسبب نقص التجهيزات الأساسية، حيث يداوم آلاف الطلاب في صفوف بلا مقاعد أو دون أبواب ونوافذ، ما يثير المخاوف بشأن قدرة هذه المدارس على توفير بيئة تعليمية مناسبة وآمنة.

مدارس بلا مقاعد أو نوافذ

أظهرت صور تداولها ناشطون أن مدارس في ريف إدلب مثل قرى “الهبيط” و”أبو مكي”، ومدارس “الحمزة” في كفر سجنة، و”حيش” و”شهداء مرديخ”، لا تتوفر فيها مقاعد كافية للطلاب. كما يعاني ريف دمشق وريف حلب الجنوبي وريف دير الزور ومدينة القصير في حمص من مشاكل مماثلة في التجهيزات الصفية، حيث يبقى الطلاب مضطرين للجلوس على الأرض لمتابعة الدروس.

وقالت مصادر محلية إن وزارة التربية استجابت لطلب مدرسة “بالا” في ريف دمشق وقدمت مقاعد إضافية، ووعدت بتأمين المزيد من التجهيزات في الأيام القادمة، إلا أن الظاهرة تبدو عامة وتشمل معظم المحافظات السورية.

ترميم جزئي للمدارس المدمرة

أوضح مدير الأبنية الدراسية في وزارة التربية، محمد الحنون، أن نحو 7000 مدرسة لا تزال بحاجة إلى إعادة تأهيل، خاصة في إدلب وريفها وريف حماة ودرعا ودير الزور وريف حلب الجنوبي وحمص. وأضاف أن حوالي 60% من المدارس القائمة تحتاج لإعادة تأهيل بسبب الأضرار أو التقادم، في حين لا تزال بعض المدن والقرى تفتقر تماماً لوجود مدارس.

وأكد الحنون أن مسؤولية ترميم المدارس لا تقع على الوزارة وحدها، بل تتطلب جهداً وطنياً مشتركاً يشمل الوزارات والجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية والمجتمع المحلي. وحتى الآن، أنجزت الوزارة أعمال ترميم لـ531 مدرسة وأعادتها إلى الخدمة، مع استمرار أعمال الترميم لـ676 مدرسة أخرى، مع التركيز على المناطق الريفية التي عاد إليها الطلاب بعد سنوات من النزوح أو اللجوء.

أولويات الوزارة: من المناهج إلى الفصل بين الجنسين

على الرغم من الأزمة الكبيرة في تجهيز المدارس، ركّزت وزارة التربية جهودها في بداية العام الدراسي على تعديل المناهج وحذف ما يتعلق بالنظام السابق، واستمرار تغيير أسماء المدارس لإزالة الرموز المرتبطة بالنظام السابق، وهو ما أثار جدلاً في بعض المحافظات.

كما تركزت الجهود الوزارية على نقل المعلمين والمدرسات ودمج معلمي الشمال السوري ضمن ملاك الوزارة، وتعديل جدول الحصص، بما في ذلك تخفيض حصص اللغة الفرنسية وإضافة حصص للرياضة والموسيقا بدلاً من التربية الدينية في بعض المديريات، فضلاً عن قرارات بفصل الذكور عن الإناث في المدارس الابتدائية.

صراع الأولويات

ويرى ناشطون أن هذه الأولويات أحياناً تأتي على حساب الملف الأهم، وهو ترميم المدارس وتأمين المقاعد والنوافذ والأبواب واللوحات للصفوف الدراسية، لضمان بيئة تعليمية آمنة وملائمة لطلاب المدارس السورية. ويثير الوضع الحالي التساؤلات حول فعالية استخدام الأموال التي جُمعت خلال حملات التبرع السابقة، ومدى استثمارها في تحسين البنية التحتية للمدارس وتجهيزها بالمستلزمات الأساسية.

ويبقى الواقع التعليمي في سوريا اليوم مشوباً بالتحديات الكبيرة، حيث يضطر الطلاب للتكيف مع ظروف صعبة في مدارس غير مجهزة، في حين تتوزع جهود الوزارة بين الترميم الجزئي، تعديل المناهج، وإجراءات إدارية أخرى، دون حل شامل لأزمة التجهيزات الصفية الأساسية.

اقرأ أيضاً:طالبة تضرب معلّمتها ووالد يهدد بالقتل ما الذي يحدث في مدارس سوريا؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.