داما بوست-خاص| بين سندان القوة المتصاعدة لحزب الله وضرباته الموجعة، وسندان “الجيل الرابع” من الحرس الثوري الإيراني يقبع جيش الاحتلال في دوامة القلق وهواجس قادمات الأيام في ضوء استمرار عربدته وإشاعة فوضى القتل والتخريب في المنطقة خصوصاً في لبنان وفلسطين.
العدو الإسرائيلي يخشى من تعاظم قوة حزب الله بالرغم من عمليات الاغتيال الجبانة التي نفذها ضد قياداته،وما يحصل اليوم على جبهات القتال يبرهن بشكل غير قابل للجدل على التنظيم الكبير في صفوف الحزب، يؤيد ذلك العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع وجنود الاحتلال.
الاحتلال والولايات المتحدة يصران على سقوف عالية على المستوى السياسي لتعويض “إسرائيل” عن ما لم تنجح في تحقيقه عندما وجّهت ضربات ظنت أنها قاسية إلى الحزب، لكنها تفاجأت بنهوضه من وسط الرماد كطائر الفينيق ليعيد حرق قلب الكيان بالمسيرات والصواريخ، كما حصل في عملية عملية “بنيامينا”.
وما تطرحه اليوم أمريكا من طروحات للتسوية عبر قنواتها الدبلوماسية بعد تعافي حزب الله لا يتعدى المناورات المضللة لإطالة نفس العدو الإسرائيلي، واستكمال ما لم ينجح العدو في تحقيقه، عبر صياغة شروط استسلام على المستوى السياسي بغض النظر عن الوقائع.
أوهام الاحتلال والرؤوس الحامية في الغرب وعلى رأسهم الرؤوس الأمريكية تتبدد هذه الأيام، والعدو يلمس أن قدرات حزب الله لم تتراجع ويدرك أن استمرار حربه على لبنان ورفع سقوفه الدبلوماسية سيحوّل وسط “إسرائيل” و”تل أبيب” إلى ساحة استهداف شبه يومي من قبل حزب الله.
تصاعد قوة حزب الله وعملياته النوعية بعد المحنة التي مر بها علامة فارقة لم يسبق أن واجهتها “إسرائيل” في تاريخها، ومنها الضربة التي وجهها الحزب إلى قاعدة لواء “غولاني” جنوبي حيفا والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من جنود الاحتلال، فضلاً عن قصف “تل أبيب” بصواريخ باليستية.
والإعلام الإسرائيلي يرى ويشهد أن عمليات حزب الله الأخيرة تدل على أنه تعافى من الصدمات واستعاد زمام المبادرة في القتال إلى حد كبير، وبات يفرض وقائع ميدانية جديدة على الأرض لم تكن موجودة سابقاً، وبذلك تكون عملية المباغتة الإسرائيلية، وتوجيه الضربات المتتالية لإفقاد حزب الله توازنه قد تبخّرت، وذهبت أدراج رياح الفشل، فالاحتلال أمام وقائع جديدة ستبدأ بفرض نفسها ميدانياً، وبالتالي سياسياً، فمن سيأتي ليفاوض لبنان، سيكون ملزماً بالانطلاق من قوة حزب الله وتماسكه، وهذا درس يجب أن تفهمه “إسرائيل” وتستوعبه جيداً.
“إسرائيل” تدرك اليوم أن جميع ما قيل لها عن أن حزب الله مهزوم ومكسور، ليس سوى أوهام تمت إزاحتها وتبديدها ليلة الهجوم النوعي على جنود الاحتلال في أكثر الأماكن تحصيناً وبعداً عن الاستهداف كما كان يخيل للاحتلال، وبذلك أصبح حزب الله أكثر فتكاً بالعدو من ذي قبل بشهادة الأعداء.
حزب الله بالرغم من الأيام القاسية التي مرت عليه، نهض وفرض وجوده في الميدان وأرسل رسائل التعافي والمقاومة بالفعل والقول، والشيء الرئيسي الذي تغيّر على الأرض هو أن دائرة النار التي شملت المستوطنات الشمالية، توسّعت إلى منطقة “حيفا الكبرى” وحتى جنوبها.
ويجب أن لا نغفل أن الهجوم الصاروخي الإيراني على “تل أبيب” زاد من عزيمة جبهات المقاومة على امتداد المنطقة ومنها جبهة لبنان التي يقودها حزب الله بكل اقتدار، كما زاد قوة الشباب الصاعدة في الحرس الثوري الإيراني، وهذا يقلق الاحتلال، فالدماء الجديدة أو ما يسمونه “الجيل الرابع” في الحرس الثوري الإيراني مشحون بالقوة والعقيدة العسكرية في التصدي للعدو الإسرائيلي .
الهجوم الصاروخي الباليستي الضخم الذي شنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية على “تل أبيب” في الأول من تشرين الأول رسم نقطة تحول حاسمة، وكسرت معادلة الردع الصهيونية وقباب الكيان الحديدية إلى غير رجعة، فالهجوم الإيراني فاجأ العديد من المراقبين بإطلاق مئات الصواريخ على “إسرائيل” في واحدة من أكبر الهجمات بالصواريخ الباليستية في التاريخ.
الحرس الثوري الإيراني، ينفذ وعوده دائماً، وهو قوة ضاربة في الجمهورية الإسلامية، ويظهر الجيل الشاب فيه مسلحاً بالعنفوان مكتسباً مهارة من سبقه وتعلم منهم، مدفوعاً بالإيمان بحتمية الانتصار على غطرسة الكيان الإسرائيلي، والاحتلال بات على يقين بأن إيران تسلم راية دعم المقاومة، في وجه الاحتلال جيلاً بعد جيل.