داما بوست _ كاترين الطاس | بات تأمين “لقمة العيش” الهم الأول والأخير للمواطن السوري في ظل الوضع الاقتصادي السيء وارتفاع نسبة البطالة بين أوساط الشباب جراء حرب دامت لأكثر من عقدٍ من الزمن، وخاصة أن 90% من الشعب أصبح تحت خط الفقر..
ومع انتشار ما يسمى بـ “المراهنات” عبر الانترنت اعتقد الكثير من الشباب أنهم وجدوا ضالتهم نحو الثراء والكسب السريع للمال، وكل هذا بـ “كبسة زر” على حسب قولهم.
“القمار الالكتروني” والذي أغرق شريحة واسعة من الشباب لا يختلف عن القمار التقليدي الذي يودي بصاحبه لدوامة القتل أو السجن أو الانتحار، فتأثيره والإدمان عليه لا يختلف عن تأثير المخدرات، ولا نبالغ إن قلنا أخطر بكثير.
ويلاحظ المتابع لأخبار وزارة الداخلية السورية بأنها تقوم بحملة واسعة في جميع المحافظات في سبيل القضاء على هذه الظاهرة، فأعلنت الوزارة أمس عن إلقاء القبض على شبكة تعمل بالمراهنات والعملات الرقمية من خلال إنشاء حسابات للزبائن عبر برنامج “آيشانسي” وغيره.
وأفادت بأن المقبوض عليهم اعترفوا بإقدامهم على العمل بالمراهنات بصفة كاشير وماستر، وإنشاء حسابات الألعاب للزبائن مقابل المنفعة المادية، إذ يعبئون نقاط للزبائن في حال الخسارة وشراء النقاط منهم في حال الربح وشحن مبالغ مالية عن طريق شركات تحويل، مشيرة إلى أنه عثر ضمن أجهزتهم الخليوية على هذه البرامج وصور لبطاقات شخصية ومحادثات وغروبات خاصة بالرهان..
اقرأ أيضاً: تطبيقات المراهنات في سورية.. عالم سري لشبان يبحثون عن دخل إضافي يقوم على “الثقة”
ما حكم “المراهنات” في القانون السوري؟
لم يتطرق القانون رقم 20 لعام 2022 الخاص بالجرائم المعلوماتية للألعاب الالكترونية وحكمها، وبالتالي يكون علينا العودة إلى قانون العقوبات.
المحامية “رشا الحلبي” قالت في حديث خاص لـ “داما بوست” إن “قانون العقوبات تطرق لهذا الجرم في المادة 618 والتي نصت على أن ألعاب القمار هي الألعاب التي يتغلب فيها الحظ على المهارة أو الفطنة.”
وتابعت: “ولكن هذه المادة نصت فقط على التعريف ولم تنص على العقوبة، فجاءت المادة 754 والتي نصت على أنه يعاقب بالحبس التكديري وبالغرامة من 500 إلى 2000 ليرة من يتعاطى (بقصد الربح) مناجاة الأرواح والتنويم المغناطيسي والتنجيم وقراءة الكف وقراءة ورق اللعب وكل ما له علاقة بعلم الغيب، وتصادر العدة المستعملة (الموبايل).”
ولفتت المحامية إلى أنه وفقاً للمادة ذاتها فإنه يعاقب المكرر بالحبس حتى 6 أشهر وبالغرامة 500 ليرة، ويمكن إبعاده إذا كان أجنبياً.
اقرأ أيضاً: “التحرش” ظاهرة تُؤرق السوريات.. هل فعلاً يُنمّيها تساهل القانون؟!