اتفاقية سورية-سعودية جديدة لتعزيز التعاون الدبلوماسي
أعلنت وزارة الخارجية السورية توقيع اتفاقية تفاهم وتعاون مشترك بين المعهد الدبلوماسي السوري ومعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية في المملكة العربية السعودية، وذلك في 14 أيلول/سبتمبر الجاري.
ووفق بيان الخارجية السورية، فإن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون العلمي والدبلوماسي بين المؤسستين، من خلال تبادل الخبرات المتخصصة والاستفادة من التجارب المتبادلة في إعداد المناهج وتطوير الدراسات الدبلوماسية. كما تتضمن بنود الاتفاقية دعم برامج التأهيل والتدريب وإعداد كوادر قادرة على مواكبة التحديات المتسارعة في العمل الدبلوماسي.
وقع الاتفاقية عن الجانب السوري مدير المعهد الدبلوماسي، فداء الجندي، فيما مثّل الجانب السعودي مدير عام معهد الأمير سعود الفيصل، مشبب بن عايض القحطاني.
أهداف الاتفاقية
بحسب نص الاتفاق، تأتي هذه الخطوة في إطار “ترسيخ أواصر التعاون الأكاديمي والدبلوماسي، وتعزيز الشراكة العربية بما يسهم في تطوير الفكر الدبلوماسي العربي ودوره على المستويين الإقليمي والدولي”.
وتشير الخارجية السورية إلى أن الاتفاقية تمثل إضافة نوعية لمسار التعاون القائم بين دمشق والرياض، خاصة مع عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي خلال العامين الماضيين.
عن المعهدين
المعهد الدبلوماسي السوري هو مؤسسة حكومية أنشئت عام 2016 بموجب المرسوم التشريعي رقم (20)، قبل أن يُعدَّل بمرسوم آخر عام 2019 منح المعهد خصائص تنظيمية حديثة. ويتبع المعهد بشكل مباشر لوزير الخارجية والمغتربين، ويُعنى بإعداد وتأهيل الدبلوماسيين والعاملين في الوزارة بمجالات السياسة الخارجية، القانون الدولي، الدبلوماسية العامة، إضافة إلى المراسم والعلاقات العامة ومهارات التواصل.
أما معهد الأمير سعود الفيصل فقد تأسس في السعودية عام 1979، بهدف تأهيل منتسبي وزارة الخارجية والأجهزة الحكومية ذات الصلة بالعمل الدبلوماسي. ويركز المعهد على رفع كفاءة المنتسبين من خلال التدريب العلمي والفني والثقافي، وتنظيم أنشطة بحثية واستراتيجية في مجالات العلاقات الدولية والدبلوماسية.
سياق سياسي متغير
تأتي هذه الاتفاقية في ظل تحسن العلاقات السورية-السعودية منذ سقوط النظام السابق في دمشق، حيث عادت الرياض لتكون من أبرز الداعمين لمسار الانفتاح الدبلوماسي والاقتصادي مع سوريا.
وكانت السعودية قد أعلنت، في أيلول/سبتمبر 2024، إعادة افتتاح سفارتها في دمشق بعد أكثر من عقد على إغلاقها. كما عُيّن فيصل بن سعود المجفل سفيراً لدى سوريا في أيار/مايو 2024، وهو أول سفير سعودي في دمشق منذ العام 2012.
ويُنظر إلى هذه الخطوات باعتبارها جزءاً من توجه سعودي لإعادة بناء قنوات التواصل والتعاون مع سوريا، سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الأكاديمي، بما ينعكس على العلاقات الإقليمية بشكل عام.
اقرأ أيضاً:سورية والسعودية تتفقان على إنشاء محطتي كهرباء بالطاقة المتجددة