أسعار البيض والدجاج ترتفع في سوريا.. شكاوى من المستهلكين
تشهد السوق السورية في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا بأسعار البيض واللحم الأبيض (الفروج)، وهو ما دفع العديد من الأسر، في ظل ضعف القدرة الشرائية، إلى تقليص استهلاك هذه المادة الأساسية أو حذفها من موائدهم بشكل كامل.
موجة حر وقرارات حكومية
يرجع خبراء تنمويون أسباب الارتفاع إلى موجة الحر التي ضربت البلاد وأدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الدجاج، إلى جانب قرار منع استيراد الفروج المجمد، في حين يرى القائمون على مؤسسة الدواجن أن الأسعار الحالية “مقبولة” إذا ما قورنت بارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة كالذرة الصفراء وكسبة فول الصويا.
وفي جولة على أسواق دمشق، تبيّن أن سعر كيلو “الجوانح” وصل إلى 19 ألف ليرة سورية، و”شرحات الدجاج” 56 ألف ليرة، بينما بلغ سعر كيلو “الكستا” 40 ألفًا، و”الأفخاذ” 28 ألفًا، و”الوردة” 30 ألف ليرة سورية. أما سعر صحن البيض فيتراوح بين 38 و42 ألف ليرة، باختلاف الوزن والمحل التجاري.
شكاوى من المواطنين
يعبّر مواطنون عن استيائهم من الوضع المعيشي، حيث يقول خليل عساف، موظف في القطاع العام، إن “الأغذية متوفرة لكن أسعارها لا تتناسب مع دخل المواطن”. أما ميساء ديب، وهي موظفة في القطاع الخاص، فتشير إلى أن “الفروج يبقى أرخص من اللحوم الحمراء، لكنه تحوّل إلى رفاهية لا يقدر الجميع على شرائها”.
من جانب آخر، يوضح محمد الغفير، صاحب محل لبيع الدجاج بدمشق، أن المستهلكين يشترون الآن بالقطعة أو بكميات صغيرة تتناسب مع قدرتهم المادية، مشيرًا إلى أن حركة البيع “مستمرة لكن متفاوتة”. فيما يرى نزار جنن، صاحب مدجنة في ريف دمشق، أن الأسعار تشهد تقلبات شبه يومية مرتبطة بأسعار الأعلاف وسعر الصرف.
مواقف المنتجين والجهات الرسمية
يرى مربو الدواجن أن هوامش أرباحهم منخفضة جدًا بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، ويعتبرون أنفسهم “خاسرين” رغم ارتفاع الأسعار. ويؤكد المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن، فاضل حاج هاشم، أن الأسعار الحالية “تساعد المنتج على الاستمرار في التربية”، مبينًا أن قرار إيقاف استيراد الفروج المجمد في آب الماضي جاء لدعم المربين بعد فترة من الخسائر وانخفاض الأسعار إلى ما دون التكلفة.
وأضاف حاج هاشم أن هناك توجهًا لإعلان جمعية سورية للدواجن، تهدف إلى توفير بيانات دقيقة حول حجم الإنتاج واحتياجات السوق، مؤكدًا أن الإحصائيات الحالية “غير دقيقة” بسبب سنوات الحرب والتدمير التي طالت المداجن. كما دعا المربين إلى اعتماد التربية الحديثة “المغلقة” بدلًا من التربية المفتوحة المكلفة والمعرضة للأمراض.
التصدير وخطط الدعم
كشف حاج هاشم عن توجه لفتح باب تصدير الفروج مستقبلًا، مع استمرار تصدير كميات محدودة من بيض المائدة، معتبرًا أن ذلك سيسهم في إدخال القطع الأجنبي وتحفيز الإنتاج. كما أشار إلى أن مؤسسة الأعلاف تعمل على تأمين المواد العلفية بأسعار منافسة لتخفيف الضغط عن المربين.
في المقابل، يرى الخبير التنموي أكرم عفيف أن غياب نظام للتأمين ضد المخاطر يجعل المربين عرضة للخسارة المستمرة، مشددًا على ضرورة وجود آلية تعويض تضمن بقاءهم في العملية الإنتاجية، خاصة مع تأثير موجة الحر الأخيرة وارتفاع تكاليف الأعلاف.
آمال بقرارات فاعلة
وبينما يلقي المواطنون اللوم على التجار أو المربين، يأمل العاملون في قطاع الدواجن أن تُترجم وعود الحكومة إلى خطوات عملية تضمن استقرار الأسعار واستمرار الإنتاج، في وقت تبقى فيه مادة الفروج والبيض خارج متناول شريحة واسعة من السوريين.
اقرأ أيضاً:الدولار يواصل هيمنته: ارتفاع الأسعار في ريف دمشق مرتبط بشكل مباشر بسعر الصرف