شهدت درجات الحرارة ارتفاعاً غير مسبوق في الأيام الماضية، تزامناً مع انقطاع طويل ومتواصل للتيار الكهربائي. وما زاد من معاناة السوريين في التحايل على الحرارة المتزايدة والأجواء السديمية، ارتفاع أسعار وسائل التبريد الكاوية، رغم أن فائدتها شبه معدومة، في ظل عدم القدرة على تشغيلها معظم الأوقات، لتصبح حكراً على البعض كغيرها من أساسيات الحياة.
بورصة وسائل التبريد
تعتمد النسبة الأكبر من السوريين على “المراوح” بشكل أساسي، حتى هذه صار شراء واحدة جديدة منها يحتاج إلى حسابات وخطط، تبدو صعبة التحقيق بالنظر إلى حجم التكاليف المعيشية اليومية، حيث وصل سعر المروحة صغيرة الحجم إلى 400 ألف ليرة سورية، فيما تخطت أنواعاً منها حاجز المليون ليرة، كما انتشرت في السنوات الأخيرة مراوح تعمل على البطاريات نتيجة لغياب الكهرباء، حيث وصل سعرها إلى أكثر من 500 ألف ليرة، أما “المكيفات” و”البرادات” صارت من الذكرى عند العديد من الأسر، وتستخدم كـ”ديكور” للمنازل لا أكثر، فأسعارها مرتفعة جدا ولا تستخدم لعدم وجود الكهرباء.
ويخشى البعض تشغيل الأجهزة الكهربائية خوفاً من أعطالها، يقول “محسن” وهو عامل بناء خلال حديثه لـ “داما بوست”.. “لم استخدم المكيف في منزلي منذ عامين، الكهرباء يتم وصلها ساعة مقابل 5 ساعات قطع، وخلال هذه الساعة يتم قطعها أكثر من مرة، بالتالي قد يتعرض للأعطال وأصبحت الإصلاحات مكلفة للغاية”.
لكن حتى البدائل أسعارها لا ترحم، ويقول “رامي” وهو بائع في بقالية خلال حديثه لـ “داما بوست”.. “قمت بشراء مروحة تعمل على البطارية العام الماضي بمبلغ 200 ألف ليرة سورية، لتشغيلها ليلاً خلال النوم لعدم وجود الكهرباء، أما الأسبوع الماضي ذهبت لشراء أخرى من النوع ذاته، تفاجأت بأن سعرها تجاوز الـ 600 ألف ليرة”.
وسائل تبريد تقليدية
وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، وغياب الوسائل التي تعمل على الكهرباء، تتجه نسبة من السوريين إلى استخدام قوالب الثلج التي تصنع بالمعامل، كحل بديل عن البرادات، إما لتبريد مياه الشرب حيث يتم تقطيعها ووضعها بحافظات المياه، أو للحفاظ على الطعام والخضراوات من التلف، لكن أسعارها أيضاً لم تعد بالمتناول، حيث بلغ سعر قالب الثلج حوالي الـ 20 ألف ليرة سورية، ليقوم البائعون بتقطيعه إلى قطع متعددة الأحجام وبأسعار مقبولة تبدأ من 2500 ليرة سورية.
يقول “أبو يوسف” وهو بائع لحوم لـ “داما بوست”.. “الكهرباء لا تكفي للحفاظ على اللحوم أكثر من ساعتين خلال فصل الصيف، وتتعرض للتلف سريعاً، وتشغيل مولدة الكهرباء صار مكلفاً، لذلك أقوم بشراء قوالب الثلج وأضعها فوق اللحوم لتحافظ على صلاحيتها، لكن هذا يجبرني على زيادة أسعاري لتعويض سعر القالب”.
من جانبه أشار “جعفر” من سكان ريف دمشق في حديثه لـ “داما بوست” إلى حاجته يومياً لقطعة ثلج بكلفة ثلاثة آلاف ليرة، يضعها داخل حافظة المياه لتبريدها، وتكفيه لمدة يوم واحد.
أسعار ترتفع مع ارتفاع درجات الحرارة
يقوم بعض التجار باستغلال ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، لرفع أسعار قوالب الثلج أو المراوح التي تعمل على البطاريات، نظراً لحاجتها من قبل المواطنين خلال فصل الصيف، فيبلغ سعر المروحة الصغيرة (دون إطار) التي تعمل على البطارية فقط حوالي 90 ألف ليرة وهي عبارة عن محرك صغير و”شفرة” فقط.
يقول “باسل” وهو عامل بناء لـ “داما بوست”.. “خلال شهر أيار الماضي كان سعر المروحة الصغيرة التي تعمل على البطارية حوالي 60 ألف ليرة، لكن اليوم تبلغ بالأسواق أكثر من 90 ألف ليرة”.