ارتفعت أسعار مستلزمات التحضيرات للعام الدراسي الجديد مؤخراً بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية، ما زاد من معاناة الأسر التي تحتاج إلى تأمين أطفالها بالاحتياجات المناسبة، بدءاً من القرطاسية والملابس ووصولاً إلى المواصلات وغيرها، ويبدو لافتاً ارتفاع الأقساط السنوية في الرياض الخاصة، حيث تتراوح كلفة الروضة بين 700 ألف وتصل حتى 5 مليون ليرة سورية.
آلية التسعير لا تتناسب مع الواقع:
وقالت مديرة ومالكة إحدى الرياض الخاصة في بانياس الآنسة ابتسام حيدر لـ “داما بوست”.. “الروضة الخاصة لدي تابعة لوزارة التربية، وخلال السنة الماضية وُضع للروضات الخاصة في سورية، نقاطاً تعتمد على تصنيف الروضات وما تقدمه من خدمات للأطفال، كما اعتقدنا في البداية، ولاحقاً علمنا أن النقاط تحدد الأقساط المالية الخاصة بالسنة الدراسية لكل روضة”.
وأوضحت “حيدر”.. “بعيداً عن الأقساط التي تحددها وزارة التربية فهي مختلفة جداً في الواقع، والمبلغ المحدد كقسط دراسي هو لمدة عام كامل، أما خلال العام وبسبب الظروف الاقتصادية السيئة ترتفع أسعار النفقات بنسبة 4 إلى 5 أضعاف، وتشكل عبئاً على الأهالي وإدارة الروضة، وفي الكثير من الأحيان تكون النفقات المالية للروضة توازي مدخولها، وهامش الربح الذي تحصل عليه لا شيء يذكر أمام الارتفاع الحاصل في الأسعار”.
وأضافت مديرة الروضة.. “السنة الماضية كانت التكلفة 300 ألف على الطفل وتشمل الكتب الدراسية، في حين يوجد بند خاص أثناء ترخيص الروضة لدى وزارة التربية، يسمى الميزات الإضافية والتي تقدمها الروضة كاللباس الصيفي أو اللباس الشتوي، وتأمين النقل من وإلى بيت الطفل، وهي مبالغ مالية تضاف إلى القسط التعليمي الذي تحدده وزارة التربية”.
وبيّنت “حيدر”.. “أن ارتفاع تكاليف الطباعة والورق هي المسبب في غلاء الكتب الدراسية، فخلال السنة الماضية كان الكتاب الدراسي بـ 10 آلافٍ إلى 15 ألفاً، أما السنة فالمتوقع أن يصبح 25 ألفاً وحتى 30 ألفاً، ولا يمكن لإدارة الروضة أن تختار منهاجاً متدنياً في سبيل توفير تكلفة الطباعة، ونحن كإدارة نحاول قدر الإمكان بالتعاون مع الأهالي تحديد الأسعار بما يتلاءم مع قدرة المواطنين ومدخولهم الشهري، وبما يتوافق مع الوضع الراهن أيضاً”.
ومن وجهة نظر “ناريمان يوسف” وهي مالكة لروضة خاصة في حي شعبي بدمشق، فإن ارتفاع الأسعار يختلف من يوم لآخر، وهذا يؤثر بشكل خاص على زيادة القسط السنوي للطفل، فنسخة الكتب الدراسية التي كنا نؤمنها للأطفال كانت تصل إلى 30 ألفاً وتتضمن أيضاً القرطاسية الخاصة بالطفل، أما الآن فقد تصل إلى الضعف تقريباً.
وأشارت “يوسف” إلى أن الروضة الخاصة لدي تعتمد على الدفعة الأولية لتأمين المستلزمات الدراسية، ومبلغ شهري يتناسب مع مدخول الأهالي، فالسنة الماضية كانت الدفعة الأولى 100 ألف ليرة ومبلغ 25 ألفاً كل شهر، أي ما يقارب الـ 500 ألف في السنة الدراسية، أما السنة فمن الممكن أن تصبح 700 ألف للطفل الواحد، وحقيقة فكرة إغلاق الروضة مطروحة حالياً، لأن الارتفاع الكبير في الأسعار أصبح غير محتمل، والعمل بخسارة دائمة لتسديد النفقات دون الحصول على هامش الربح أحياناً.
وبيّنت “يوسف”.. “أن الروضة تستقبل الأطفال من عمر 3 سنوات وحتى 5 سنوات، وكل الأطفال بنفس التكلفة المالية خلال العام الدراسي، بينما بعض الروضات الخاصة تحدد التكلفة لكل فئة عمرية بشكل مختلف عن الأخرى، وأن كل النفقات الخاصة بالكتب والورق تخضع لسعر الصرف وما يحدده أصحاب المطابع الخاصة”.
وحول مقارنة الأنشطة بين الروضات وما يسببه زيادة في الأقساط التعليمية، قالت “يوسف”.. “إن جميع الروضات تقدم نفس الخدمات التعليمية، ولكن الفرق بين افتتاح الروضة كتجارة وافتتاحها لإفادة الأطفال والاستفادة المالية المعقولة أيضاً، وفعلياً لا أدري لماذا هذا الفرق الشاسع بالأسعار ما بين الـ 700 ألف و3 مليون ليرة سورية في البعض منهم”.
حملٌ كبير على مرتبات ضعيفة:
وتقول المهندسة “رشا.ف” وهي أم لطفلة بعمر 5 سنوات إنه بالنسبة لارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، وخاصة بأجور الكتب واللباس الخاص بالطفل، أصبحت مقارنة بالسنة الماضية 3 أضعاف من هذه السنة، أي السنة الماضية بين 50 إلى 60 ألفاً، بينما هذه السنة أصبح 215 ألف، إضافة إلى أجور المواصلات الشهرية والتي كانت 70 ألفاً أما السنة فستصل إلى 100 ألف، أي السنة الدراسية للطفل تكاليفها تصل لما يقارب المليون ليرة في روضة تابعة لوزارة التربية بشكل خاص، في حين كانت 700 ألف في السنة الماضية”.
وأكملت “رشا”.. “إن مبررات ارتفاع الأسعار كأي مبرر آخر لارتفاع أي سلعة أخرى بالنسبة لأصحاب الروضات الخاصة، وحول الدخل وقدرة الأهل على وضع أطفالهم في الروضات، أكدت أن الدخل مازال نفسه، والبعض من الأهالي يضعون أطفالهم عند جليسات الأطفال أو ربّات المنازل المعروفة بالنسبة لهم، بحيث يتفقون معهنّ على مبلغ بسيط في الشهر مقارنة مع أسعار الروضات، وخاصة عندما تكون الأم موظفة أو مضطرة للابتعاد عن أطفالها بشكل دائم خلال اليوم”.