تصعيد عسكري واسع في السويداء والرئاسة الروحية تدعو الفصائل الدرزية لتسليم السلاح

تواصلت الاشتباكات العنيفة في محافظة السويداء لليوم الثالث على التوالي، وسط تصعيد عسكري مكثف لقوات وزارتي الدفاع والداخلية السورية، في محاولة لاستعادة السيطرة على الوضع الأمني المتدهور.

وأعلن قائد قوى الأمن الداخلي في المحافظة، العميد أحمد الدالاتي، أن القوات ستباشر دخولها إلى مركز مدينة السويداء، “لحماية المدنيين واستعادة الأمن”، مشيراً إلى فرض حظر تجول شامل اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى إشعار آخر.

في بيان رسمي، حمّل الدالاتي المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسلحة المسؤولية الوطنية والإنسانية عمّا تشهده المحافظة، داعياً إياهم إلى التعاون الكامل مع قوات الدولة ومنع استخدام المباني السكنية كمواقع للمواجهة، وتسليم السلاح حفاظاً على السلم الأهلي.

وجاء هذا الموقف بالتزامن مع إعلان الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز دعمها لدخول قوات الدولة إلى المدينة، ودعوتها الفصائل المحلية لعدم المقاومة، وفتح باب الحوار مع الحكومة لاحتواء تداعيات الأزمة.

ميدانياً، تحدثت مصادر ميدانية وحقوقية عن سقوط ما لا يقل عن 100 قتيل خلال الاشتباكات، بينهم 64 مقاتلاً من أبناء السويداء، و18 من مسلحي عشائر البدو، و4 مدنيين (طفلان وامرأتان)، إلى جانب 18 عنصراً من وزارة الدفاع، فيما تشير التقديرات إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون أكبر، نظراً لوجود عدد كبير من الجرحى

وتمكنت القوات السورية من السيطرة على عدد من القرى في ريف السويداء الشمالي الغربي، وسط اشتباكات وصفت بـ”الدامية”.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، العقيد حسن عبد الغني، إن الوضع  العسكري”يتجه نحو الحسم”، مشدداً على أن الوزارة لا تستهدف أهالي المحافظة، بل “تطارد مجموعات خارجة عن القانون”، وفق وصفه.

وكانت الأحداث قد تفجرت على خلفية عمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية ومسلحين من عشائر البدو، قبل أن تتصاعد إلى مواجهات مسلحة واسعة النطاق.

وفي سياق متصل، نفذت إسرائيل ثلاث ضربات جوية على الأقل استهدفت مواقع لوزارة الدفاع السورية في بلدتي المزرعة وكناكر بريف السويداء.

وتُعد هذه التطورات الأخطر في المحافظة منذ سنوات، وسط مخاوف من انفجار الوضع بشكل أوسع في ظل الغليان الشعبي، والانقسام بين مواقف الفصائل، والانفلات الأمني المستمر.

 

اقرأ ايضاً: السويداء تحت النار.. الجيش يعلن خسائره ويدعو إلى ضبط النفس

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.