هل بدأت واشنطن بتنفيذ مخططها العسكري الجديد في سورية؟

داما بوست | سورية

استقدمت قوات الاحتلال الأميركي تعزيزات عسكرية جديدة، في اتجاه قاعدتي “كونيكو” و”العمر” بريف دير الزور، ووصلت وفق التقارير الإعلامية، تعزيزات عسكرية “دفاعية” من ميليشيات “الصناديد” و”جيش الثوار”، تمركزت في محيط قاعدة كونيكو وقرى ريف دير الزور الشمالي.

وتشير التقارير إلى أن “واشنطن أبلغت قسد والفصائل التابعة لها التأهب لأي هجوم على المنطقة من الضفة الغربية لنهر الفرات، كما استنفرت ما يسمى جيش “سوريا الحرة” وطلبت منه الحذر من أي هجوم على منطقة الـ 55 كم في التنف”.

ونشر الباحث والمحلل السياسي محمد نادر العمري عبر حسابه الخاص على “فيس بوك” حول الموضوع “يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت بترجمة مشروعها العسكري الجديد القديم، المتمثل بدمج التنظيمات المسلحة وتداخلها على شكل حزام متصل من منطقة التنف وصولاً لغرب الفرات”.

وتابع العمري “ذلك بعد استقدامها قوات دعم مما يسمون مجموعة الصناديد إلى الحقول النفطية في شرق الفرات لحمايتها وبخاصة حقلي كونيكو والعمر بريف ديز الزور، وطلبها من التنظيمات المسلحة في التنف الاستنفار في منطقة 55، سبق ذلك إعادة انتشار لقوات قسد على سبعة نقاط مطلة على ضفاف الفرات”.

والتوجه الأميركي ناجم بحسب “العمري” عن إحدى الاحتمالات المتوقع أن تشهدها المنطقة الشمالية الشرقية من سورية “أولاً: السعي الأميركي لفرض حالة الاندماج بين التنظيمات المسلحة عبر تشكيل الحزام الأمني المتصل من التنف وصولاً لحدود إدلب، من خلال نشرها مخاوف قد تكون حقيقية أو مجرد إشاعات في صفوف هذه التنظيمات لتنفيذ هذا الدمج بإشراف أمريكي، في ظل المساعي الأخيرة لاستقدام تيار واسع من جبهة تحرير الشام وضمه لهذا الحزام”.

وأكمل “ثانياً: قد يكون هذا التحرك الأمريكية ناجم عن معلومات استخباراتية في توجه الدولة السورية وحلفائها نحو تصعيد ميداني في منطقة شرق الفرات لدفع القوات الأمريكية من الانسحاب أو عدم السماح لها من الاستفادة حقول النفط في ظل زيادة تداعيات الحصار الاقتصادي على السوريين”.

وأشار “العمري” إلى أن “هذا الخيار ناجم نتيجة ما سربته صحف اميركية وفي مقدمتها واشنطن بوست وفورين بوليسي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عن معلومات وصلت للقوات الأميركية عن توجه دمشق وحلفائها لاستهداف الوجود الأميركي شرق الفرات، الأمر الذي دفع أميركا لاستقدام أسلحة نوعية لمنطقة شرق الفرات، رافقها مناوشات جوية بين سلاحي الجو الروسي والسوري”.

وختم “العمري” أن “السيناريو الثالث يتجلى في احتمال إقدام الولايات المتحدة الأميركية بتحريك هذه التنظيمات على عدة محاور بذريعة حماية مصالحها أو التصدي لمواجهة محتملة، وهذا السيناريو قد يكون بهدف عرقلة المسارات السياسية الخاصة في حل الأزمة السورية وقطع الطريق أمام المباحثات السورية التركية، والسورية العربية، أو بهدف انتقال الصراع الأمريكي الروسي إلى الجغرافية السورية”.

وجاءت التعزيزات العسكرية “الجديدة” للاحتلال الأميركي والميليشيات التابعة له، بعد تصاعد التوتر في مناطق شرق الفرات، حيث استقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة دير الزور وريفها خلال الأيام الأخيرة، تزامناً مع حشد أميركي سابق قرب مناطق التماس، عدا عن إجراء مناورات مع ما يسمى “جيش سوريا الحرة”، إضافة لخرق اتفاقية “أمن التحليقات” مع الروس فوق مناطق المناورات السورية الروسية.