داما بوست | ملاذ سليمان
تعاني أحياء مدينة معضمية الشام بريف دمشق من نقص حاد في المياه، واشتكى الأهالي من غيابها لأيام طويلة منذ ما قبل عطة عيد الأضحى المبارك، تزامانً مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة ما يزيد الحاجة لاستهلاك المياه بكميات أكبر، وتزامن مواعيد ضخ المياه مع توقيت التقنين الكهربائي، ما يحرم السكان من الحصول على المياه من مصادرها الآمنة، واللجوء إلى “الصهاريج” التي صارت تجارتها رائجة خلال الفترة الماضية وبأسعار مرتفعة، ما زاد من غضب القاطنين فيها، مطالبين بإيجاد الحلول السريعة.
يقول “باسل سليمان” أحد سكان معضمية الشام – الحي الشمالي لـ “داما بوست”.. “وضع المياه سيء للغاية، كل ثلاثة أيام تأتي حوالي الساعة أو أكثر قليلا، لكن في هذه الساعة يكون التيار الكهربائي مقطوعاً مما يعيق عملية التعبئة، لذلك لجأنا إلى التعبئة من الصهاريج الجوالة، كل 3 أو 4 أيام نحن بحاجة إلى خزان بتكلفة 20 ألف ليرة لكل خمسة براميل، وليس لدينا القدرة على تحمل المبلغ، لأننا ندفع شهرياً حوالي 200 ألف ليرة فقط مياه! وأحياناً نذهب إلى الحدائق المتواجدة في منطقة المزة لنقوم بتعبئة مياه للشرب”.
ومن جانبه أكد “وسيم محرز أبو يوسف” من سكان المعضمية – الحي الشرقي لـ “داما بوست”.. “نعاني من نقص المياه منذ أكثر من شهر، ونقوم بالتعبئة من خلال الصهاريج التي لا تصلح مياهها للشرب والاستخدام، بالإضافة لتفاوت الأسعار من شخص لآخر وارتفاعها بين الحين والآخر وخاصة بعد انقطاع المياه”.
وشملت الأزمة جميع أحياء المنطقة وقالت “روان قنبرية” من سكان معضمية البلد لـ “داما بوست”.. “نحن نسكن في الطابق الرابع، ونضطر للنزول للطابق الأرضي لنقوم بتعبئة المياه من منزل جيراننا لأن ضخها ضعيف ولا تصل إلى الطوابق الأعلى، ونقوم بشرائها أحيانا من الصهاريج وفي بعض الأوقات يرفضون التعبئة بحجة عدم توفر المياه، بالإضافة لشراء مياه الشرب من السوبر ماركت”.
بدوره رئيس مجلس مدينة معضمية الشام “مصطفى الخطيب” أكد لـ داما بوست” أن أزمة المياه مستمرة منذ حوالي الشهر، والسبب بحسب وحدة المياه”انكشاف الخط المغذي لمدينة معضمية الشام نتيجة عمليات الحفر في مشروع نفق عقدة المواساة، ما أدى لإيقاف ضخها خوفاً من تعرضه للانفجار أو الأذية والتوقف بشكل كامل عن العمل”.
وأكد “الخطيب” أن مجلس مدينة معضمية الشام يلاحق الموضوع بشكل يومي بالتواصل مع المحافظة، وتم الوصول إلى حل إسعافي مع مديرية المياه، لكنه لم يكن كافياً لتغطية حاجات المدينة التي يقطنها حوالي 300 ألف نسمة”.
وفي الحديث عن تزامن التقنين الكهربائي مع موعد ضخ المياه نوّه “الخطيب”.. “قدمنا كتاباً رسمياً وشفهياً إلى مديرية كهرباء ريف دمشق لدعم المدينة بالكهرباء، أو تزويدها بساعة إضافية على الأقل ليستطيع السكان الاستفادة من ضخ المياه، ونتمنى منهم مساعدتنا”.
وأوضح “الخطيب” أنه من المتوقع حل المشكلة قبل نهاية الأسبوع، والعودة إلى ضخ المياه بشكل طبيعي كما كانت بالسابق.
يذكر أن شبكة مياه مدينة معضمية الشام، تعرضت نهاية عام 2020 إلى التلوث، بعد تسرب مياه الصرف الصّحي إلى الخط الذي يغذّي المدينة، متسبباً بتسمم الألاف من السكان وسجلت حالة وفاة لطفل رضيع في ذلك الوقت.