داما بوست- خاص| تفاجئ سكان بلدة “محميدة”، بريف دير الزور الغربي، بقيام العوائل التي تسكن المخيم العشوائي المقام بالقرب من قريتهم بإخلائه من تلقاء أنفسهم ودون العودة لـ قوات سورية الديمقراطية، التي كانت تعرض عملية خروج المدنيين من المخيم المذكور وسكنهم في مناطق أخرى أو العودة إلى مناطقهم الأصلية على الرغم من كونهم من المدنيين بالمطلق.
وقالت مصادر خاصة لـ داما بوست بأن نحو تسعين عائلة كانت تقطن منازل مبنية من الطين والخشب، غادرت بشكل مفاجئ المخيم الذي كان أول الأمر مكوناً من خيام عشوائية بنيت من الأقمشة والشوادر غير الآمنة، ونتيجة للظروف المعاشية القاسية والتي تتمثل بـ قلة مياه الشرب وصعوبة الحصول على عمل في المناطق القريبة من المخيم، مع استمرار توقف عمل المنظمات الإغاثية وخاصة “كونسينر”، في مناطق ريف دير الزور الغربي منذ ما يزيد عن عامين، اتجه السكان لإخلاء المخيم على الرغم من احتمالات الملاحقة الأمنية من قبل ما يسمى بـ “الآسايش”، والتي تعرف على إنها “قوة الأمن العام”، في هيكلية “قوات سورية الديمقراطية”.
ولفتت المصادر إلى أن الحواجز التابعة لـ قسد استنفرت في المنطقة مع تسيير دوريات برية بحثاً عن سكان المخيم الذين غادروا إلى مناطق متفرقة وفقاً للتقديرات، وتشير التوقعات إلى أن تكون العوائل التي أخلت المخيم قد انتقلت إلى مدينة الرقة أو إلى مناطق ريف دير الزور الشرقي، كما إنه من المحتمل أن تكون بعض العوائل قد استخدمت القوارب الصغيرة لاجتياز نهر الفرات نحو المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في الضفة الغربية، فيما تؤكد مصادر أهلية خلال حديثها لـ داما بوست أنه لم يكن هناك تحرك جماعي من قبل النازحين حين إخلاء المخيم لعدم لفت أنظار حواجز “قسد”، التي تنتشر في المنطقة.
وكانت قسد قد رفضت تفكيك المخيم وعودة سكانه إلى المناطق التي يتحدرون منها أو إلى المدن والقرى التي تسيطر عليها بحجة التخوف من عودة تشكل تنظيم “داعش”، على الرغم من إن سكان مخيم محيميدة هم من المدنيين بالمطلق، ولا يوجد بينهم أي عائلة مرتبطة بتنظيم داعش بأي شكل كان، وكان رفض قسد لتفكيك المخيم يترافق مع سماح الفصائل الكردية لعوائل مرتبطة بـ داعش بمغادرة مخيم الهول الواقع بريف الحسكة الشرقي والعودة إلى مناطقهم الأصلية دون إخضاعهم لأي برامج إعادة تأهيل.
يذكر أن المنطقة الشرقية من سورية تشهد تواجد 91 مخيماً عشوائياً لا تسمح قسد بعودة سكانها إلى مناطقهم الأصلية، كما إنها تحافظ على وجود مخيمات في ظروف معاشية صعبة مثل “السد”، جنوب الحسكة، وكل من “أم مدفع – أبو خشب”، ضمن المنطقة المتداخلة بين ريف الحسكة الجنوبية الغربي، ودير الزور الشمالي الغربي، وذلك بحجة “المخاوف الأمنية”، ما يسمح لها باستجرار المساعدات الإنسانية من الجهات المانحة لها بكميات كبيرة.