داما بوست| بات الوضع في المنطقة ضمن واقع استراتيجي جديد، أنشأه وفرضه أول هجوم عسكري مباشر لإيران على الكيان الإسرائيلي رداً على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
ورأى الضابط الأميركي السابق سكوت ريتر أنه لم يعد بإمكان الولايات المتحدة القيام بأي شي في المنطقة، بعد أن طوّرت إيران قدراتها وباتت قادرة على تغيير المعادلات في منطقة الشرق الأوسط.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قالت إنّ نطاق الهجوم الإيراني من بين أكبر الهجمات التي شوهدت في الحروب الحديثة، وباتت قدرة “إسرائيل” على الدفاع عن نفسها من دون مساعدة خارجية مثار جدل وسؤال مفتوح.
لقد كلف الهجوم الإيراني “إسرائيل” من الصواريخ الاعتراضية باهظ الثمن للغاية، ومحدودة الكمية، في حين لم يستهلك الهجوم أكثر من جزء صغير من ترسانة إيران الهائلة من الطائرات المسيّرة والصواريخ.
وشككت “القناة الـ13” الإسرائيلية في إمكانية قيام “إسرائيل” بفعل شيء لا يريده الأميركيون، مشيرةً إلى أنّ “الإيرانيين وضعوا معادلة جديدة تقوم على جباية ثمن من “إسرائيل” مقابل أي اغتيال لمسؤولين في دمشق أو لبنان”.
تصريحات السياسيين والمحللين الأميركيين والإسرائيليين توقفت عند انهيار الردع الأميركي والإسرائيلي في مواجهة إيران بوصف الهجوم أول الخسائر المباشرة للكيان، فأهمية الضربة الإيرانية وأبعادها الاستراتيجية، أظهرت هشاشة الكيان وضعفه وفشله.
أما صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فأكدت أنّ قيام قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، بتوجيه الأمر بنفسه، من داخل إيران، لتنفيذ الضربات ضد “إسرائيل”، ينطوي على رسالة واضحة مفادها أن إيران تتحول من الصبر الاستراتيجي إلى مستوى أكثر نشاطاً من الردع.
ويأتي حديث الصحيفة بخصوص التحول في سياسة الصبر الاستراتيجي الإيرانية، تزامناً مع دعوة الوزير المستقيل من حكومة الاحتلال، جدعون ساعر، إلى تبنٍّ إسرائيلي للصبر الاستراتيجي و”عدم تسرع إسرائيل في ردها، وإعادة التركيز على القرار في غزة”، وذلك في تحول يوضح حجم تأثير الرد الإيراني.
الإقرار بالنجاح الإيراني يعني حكماً الإقرار بالفشل الإسرائيلي الأميركي المزدوج، وهو ما عبّر عنه مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، بقوله إنّ “ما شهدناه كان فشلاً ذريعاً للردع الإسرائيلي والأميركي”.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” الأميركية عن المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، قوله إنّ الهجوم “قد يؤدي إلى تغيير استراتيجي في الحرب، وحتى إلى نهايتها”، مرجحاً أن توافق “إسرائيل” على وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة مقابل عودة جميع الأسرى.
أما المعلق السياسي في “القناة 14” الإسرائيلية، يعقوب بردوغو، اعتبر أنه يجب الاعتراف بأمرٍ واحدٍ حصل، وبشكل واضح، وهو أنّ “الردع الأميركي تلقى ضربة مميتة”.
ورأى الكاتب السياسي الإسرائيلي بن كسبيت في موقع “والاه” أنّ “إسرائيل” تعرضت لإهانة علنية ثقيلة وغير مسبوقة، قائلاً “لقد انهار الردع الإسرائيلي الذي منع إيران من مهاجمتنا بشكل مباشر، الهجوم كان نقطة الحضيض للحكومة”.