داما بوست-خاص| من يقرأ ما بين السطور والتصريحات الأمريكية تجاه إيران يتأكد من الخوف الأمريكي من الدخول في صراع مباشر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولعل أبلغ ما جاء في هذا السياق إخبار الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تكون جزءاً من أي رد إسرائيلي على إيران.
عواقب الرد الصهيوني ستكون كبيرة على الكيان لذلك يحث البيت الأبيض والمسؤولين الأوروبيين “إسرائيل” على ضبط النفس، في محاولة لمنع نشوب صراع مباشر مع إيران، الأمر الذي قد يضر بالاقتصاد العالمي، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز، وبايدن يحرص بشكل خاص على تجنب ذلك في عام الانتخابات الرئاسية.
حتى الأوساط الصهيونية متوجسة ويرى عقلها السياسي والعسكري أنه لا يجب الرد غداً أو بعد غد، ويجب التصرف بحكمة وضبط للنفس، مذكراً أنّ “إسرائيل” في حرب على ست جبهات وقد أضيفت إليها الآن جبهة سابعة، بعد الليلة التاريخية التي لا سابق لها، وفيها سقطت أسطورة كيان تبجح كثيراً بمهاجمة إيران ولم يفعل.
واشنطن لا مصلحة لها في التصعيد لذلك نرى المسؤولين الأمريكيين يرسلون رسائل خاصة إلى “إسرائيل” يحثّونها فيها على التهدئة والحد من ردودها الانتقامية المزعومة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ويعترف المسؤولون في الكيان بأن إيران غيّرت قواعد اللعبة، وتحاول فرض معادلة جديدة في المنطقة، وهي بوتيرة متغيّرة ارتقت درجة لم تحصل منذ زمن طويل، وفتح جبهة أخرى مع إيران لإظهار القوة هو خطأ فادح يجب تجنّبه، بحيث أنه على إسرائيل عدم التفكير برد.
مسؤولون أميركيون حذروا الكيان من التهور ويخشون من أن تردّ “إسرائيل” على إيران “بتهور وبسرعة ومن دون التفكير في العواقب، فرد إيران كان على حق وضمن قواعد الشرعية، أما أي تصرف من الكيان فهو في إطار العربدة والباطل.
الرئيس الأميركي جو بايدن قالها بطريقة تظهر الهلع الأمريكي والابتعاد عن دعم الكيان ومشاركته في أي حماقة ضد طهران بقوله إن رئيس حكومة “إسرائيل” بنيامين نتنياهو يحاول جرّ الولايات المتحدة إلى داخل صراع أوسع.
وبايدن صراحة أبلغ نتنياهو أن الولايات المتحدة ستعارض أي هجوم مضاد إسرائيلي ضد إيران ولن تشارك فيه لأنه سيقود إلى حرب إقليمية ذات عواقب كارثية.
وفي صميم المقاربة الأمريكية شن لواء متقاعد من جيش الاحتلال، هجوماً حاداً على القيادات الإسرائيلية الحالية، وقال إنهم في طريقهم لاتخاذ قرارات ستؤدي بـ”إسرائيل” إلى الكارثة.
اللواء يتسحاق بريك، قال في مقال بصحيفة معاريف، إن “إسرائيل، أشبه بسفينة تنجرف في البحر أثناء العاصفة، يقودها أربعة على رأس السلطة، بدافع الانتقام وإنقاذ شرفهم بعد فشلهم في 7 أكتوبر”.
وصف اللواء الصهيوني مثير للاهتمام حيث قال “لا شك لدي أن الأربعة فقدوا كل ما تبقى لهم من مسؤولية، وسيتخذون قرارات ستؤدي إلى الكارثة، وسفينة إسرائيل تائهة وسط البحر، وقد تغرق في القاع”.
ويقصد بريك بالقيادات بنيامين نتنياهو، ويؤآف غالانت، وهرتسي هاليفي، وبيني غانتس، وقال إنهم “يتخذون القرارات دون أن يضعوا في عين الاعتبار العواقب الوخيمة والتداعيات على الإطلاق، يقررون من أحشائهم وليس من رؤوسهم، وكل شيء دون ذرة من المسؤولية، وعلى رأسهم القبطان نتنياهو، الذي تحركه اعتبارات بقائه السياسي، وليس الأمن القومي”.
ويجب التمعن في عبارة اللواء الصهيوني بقوله: “غالانت اليوم، يتصرف مثل فيل في متجر للخزف الصيني، وقراراته تشكل خطرا على إسرائيل”.
الحرب الإقليمية بنظر اللواء الصهيوني لو حدثت ستشهد مئات الهجمات كل يوم على “إسرائيل”، وسيتم إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار في نفس الوقت، من عدة دول، “لكن إسرائيل لن يكون لديها القدرة على الدفاع، والاعتراض.
إن أي هجوم خطير على القواعد الأمريكية، في “الشرق الأوسط”، يمكن أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، وحتى لو تمكنت “إسرائيل” من ضرب إيران، يقول اللواء الصهيوني “سنتلقى منهم ضربة قوية من الدمار الرهيب والخسائر الفادحة، وفي النهاية، فإن القادة الذين ضلوا طريقهم وعالمهم بسبب مسؤوليتهم وذنبهم في الفشل الذريع إزاء هجوم حماس في 7 أكتوبر هم من يقودون البلاد إلى الهاوية.