الضحاك: الرد الإيراني جاء لحق الدفاع المشروع عن النفس

أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير قصي الضحاك، أن رد إيران على استهداف كيان الاحتلال الإسرائيلي لمبنى قنصليتها في دمشق مطلع الشهر الجاري يأتي في إطار الممارسة الصحيحة والفعلية لحق الدفاع المشروع عن النفس وجاء كضرورة ملحة على جرائم الكيان.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أمس، حول التهديدات للسلم والأمن الدوليين، قال الضحاك: “إنَّ ما شهدته منطقتنا هو نتيجةٌ طبيعية وحتمية لأعمال عدوانٍ متكررة وانتهاكاتٍ جسيمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي سوريا ودولٍ أخرى مستفيدةً في ذلك من الدعم الذي وفرته لها الإدارة الأمريكية في هذا المجلس وخارجه والذي جعلها تعتقد أنها في مرتبةٍ أعلى من الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات والقرارات التي وضعتها منظمتنا على مدى عقود وأن بمقدورها مواصلة جرائمها وتصعيدها للأوضاع في منطقتنا دون أي ردٍ أو عقاب”.

وأضاف الضحاك: “لقد حذَّرت سوريا مجلس الأمن والأمانة العامة مراراً وتكراراً من خلال رسائلها الرسمية من مخاطر التصعيد وتفجير الأوضاع الذي تسعى إليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتغطية على إخفاقها في تحقيق أهدافها العسكرية في غزة ولإيجاد المبررات لمواصلة الإبادة الجماعية والأعمال الوحشية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني وما رافقها من اعتداءاتٍ هيستيرية على دول المنطقة، وطالبْنَا الأمم المتحدة مراراً وتكراراً بالتحرّك الفوري وفقاً لولايتها إلا أن الإدارةَ الأمريكية وعدداً من حلفائها عرقلوا أيَ تحرّكٍ لمجلس الأمن لممارسة مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووضع حدٍ لجرائم إسرائيل ومساءلتها عنها”.

وتابع: “إن سلوك تلك الدول ليس بجديد؛ إذ أنها عرقلت على مدى ما يزيد عن سبعة عقودٍ ونصف قيام الأمم المتحدة بمسؤولياتها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، وإعادة الحقوق العربية المشروعة والراسخة لأصحابها وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها القرارات 242 و338 و497 التي شكّلت الركيزة الأساسية وجوهر الحل للصراع العربي – الإسرائيلي والسبيل لمعالجة ما ترتّب عن الاحتلال الإسرائيلي من أزماتٍ وتحدياتٍ في المنطقة”.

وأردف: “إن سوريا تحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات الإسرائيلية وعن أيِّ تصعيدٍ إضافيٍ في المنطقة يهدِّدُ السِّلم والأمن فيها، وتشدد على أن المنطقة قد عانت بما فيه الكفاية من انتهاكات الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية وحلفائها للقانون الدولي ولمبادئ ومقاصد الميثاق”.

ولفت الضحاك إلى ضرورة التحرك الجاد لتُراجِع فيه تلك الدول سياساتها الهدّامة تجاه منطقتنا وشعوبنا وتبادرُ بشكلٍ فوري وغير مشروط لتصويبِ تلك السياسات بما في ذلك من خلال فرضِ وقفٍ فوري للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى غيره من دول الجوار، وضمان الوصول الكامل وغير المُعَرقَل للمساعدات الإنسانية، ووضع حدٍ للتجويع المُتعمَّد الذي يعاني منه أهالي غزة، وكذلك إنهاء الوجود العسكري اللاشرعي للقوات الأمريكية على أراضي سوريا، ووقف نهبها الممنهج للثروات الوطنية، ورعايتها للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، والرفع الفوري والكامل وغير المشروط للتدابير الانفرادية القسرية التي تمثّل إرهاباً اقتصادياً وعقاباً جماعياً آن للسوريين أن يتحرروا منه.

وأضاف قائلاً: “لقد استمعت لبيانات بعض الوفود الغربية التي عبّرت مجدداً عن نهجها القائم على النفاق وازدواجية المعايير، فالبعضُ في هذا المجلس اعتاد أن يُقدّم التفسيرات التي يرتئيها لأحكام الميثاق وأن يسخِّرها لخدمة أهدافه وأطماعه، بما في ذلك نص المادة 51 التي تكفل حقاً أساسياً لجميع دولنا ألا وهو حق الدفاع المشروع عن النفس، فقد شنَّت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا أعمال عدوانٍ متكررة على سوريا – مجتمعةً تارةً وفرادى تارةً أخرى – استناداً لتفسيرٍ مشوّه لتلك المادة ومزاعم واهية ليست أكثر من أكاذيب لا أساس لها من الصحة، ولم تكتفِ بذلك بل أنها حالت دون مناقشة مجلس الأمن لتلك الاعتداءات والتحرّك لإعلاء مبادئ الميثاق التي تحاول تلك الدول الاستعاضة عنها بما تسميه النظام القائم على القواعد”.

وشدّد مندوب سوريا على أن ما قامت به إيران هو الممارسة الصحيحة والفعلية لحق الدفاع المشروع عن النفس كما رآه الآباء المؤسسون لمنظمتنا وكما تضمنه الميثاق في المادة 51؛ إذ أنَّ ذلك الرد جاء كضرورةٍ ملّحة فرضها إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في جرائمها وأعمالها العدوانية، ومنع الدول الغربية الثلاث دائمة العضوية مجلس الأمن من التحرك لوقفها أو حتى مجرّد إدانتها، وهو ما تجلّى في عرقلة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا إصدار مجلس الأمن لبيانٍ صحفي يدين الاعتداء الإرهابي الذي طال القنصلية الإيرانية في دمشق في انتهاكٍ سافرٍ لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تكفل حرمة المقرات الدبلوماسية وحصانتها والعاملين فيها، وليس ذلك بغريبٍ على من قام وحلفاؤه في الناتو بالقصف الهمجي للسفارة الصينية في بلغراد عام 1999.

ونوّه إلى أنه في 25 نيسان عام 1945، انطلقت أعمال مؤتمر سان فرانسيسكو المنشئ لمنظمة الأمم المتحدة والذي وضع الميثاق ليكون البوصلة لعملِنا المشترك، وضَمَّنَه في مبادئه الأساسية ما يؤكد على ضرورة احترام السيادة والمساواة بين الدول الأعضاء كبيرها وصغيرها، واليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى يتوجب على دولنا التأكيد على هذه المبادئ لأنَّ في احترامها نجاحُ الأمم المتحدة في ولايتها، وفي انتهاكها يغيب القانون وتسود شريعة الغاب والحروب وعدم الاستقرار.

وأشار الضحاك إلى أن سوريا العضو المؤسس للأمم المتحدة لا تزال تؤمن بهذه المنظمة ومبادئها ومقاصدها وتتطلع لقيامها بالدور المناط بها في حفظ السلم والأمن الدوليين ومعالجةِ الأسباب الجذرية للتحديات التي تشهدها منطقتنا وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي الذي يحول دون تحقيق الأمن والاستقرار لدولنا والرفاه لشعوبها.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...