إيران تعلق على استدعاء الأردن لسفيرها وتوضح قصة السفينة المحتجزة من قبلها
أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن إيران تصرفت بمهنية في الرد على العدوان الصهيوني، وذلك في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، بحضور وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
وبحسب وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء، أكد كنعاني أن إيران مارست حقها الأصيل في الدفاع عن النفس في إطار الدفاع المشروع بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك رداً على الاعتداءات الصهيونية المتكررة، وخاصة عدوان 1 نيسان/أبريل، الذي تم تنفيذه ضد مقر دبلوماسي إيراني في سوريا.
ونوّه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن إيران لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة، وتؤكد تمسكها بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مبيناً أنها ستتصرف بشكل أقوى من أي وقت مضى تجاه تجاوز الخطوط الحمراء الإيرانية في كل مرحلة من أجل ردع ومعاقبة المعتدي على أي أعمال غير قانونية وغير عقلانية.
وأوضح كنعاني أن الإجراء الذي اتخذته إيران ضرورياً ومتناسباً واستهدف أهدافاً عسكرية، وذلك بعد عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالإضافة للسلوك غير المسؤول لأمريكا وبريطانيا وفرنسا، ما اضطر إيران للردع، ومنع تكرار جريمة الكيان الصهيوني، والدفاع عن أمنها ومصالحها الوطنية.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أن إيران تراقب حركة المرور في مضيق هرمز الاستراتيجي، وتمنع انتهاكه بأي شكل من الأشكال، وتحمي حرية الملاحة في المضيق وفقاً للقوانين والأنظمة الدولية، وفي إطار حماية مصالحها الوطنية وسيادتها الإقليمية.
وأضاف: “من المؤكد أن هذه السفينة تابعة للكيان الصهيوني، وإن إيران تسعى باستمرار إلى خلق بيئة شحن آمنة في مضيق هرمز والخليج الفارسي، لكن بسبب انتهاك السفينة المعنية للقوانين البحرية وعدم وجود إجابات مناسبة على الأسئلة التي أثارتها السلطات الإيرانية المعنية، تم نقل السفينة إلى المياه الإقليمية لإيران”.
وحول مواقف الدول الغربية، لفت كنعاني إلى أن إيران لا تعتبر سلوك بريطانيا في تجنب إدانة انتهاكات الكيان الصهيوني مسؤولاً، مؤكداً أنه من المؤسف أن الحكومة البريطانية تعتبر العمل المشروع الذي قامت به إيران في الدفاع عن النفس غير مقبول.
وفيما يتعلق بمشاركة الأردن في اعتراض الصواريخ الإيرانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: ” لست في وضع يسمح لي بتأكيد أو نفي اعتراض الأردن للصواريخ”، مبيناً أنه تلقى خبر استدعاء السفير الإيراني، وأعلنوا أنه رد على الأخبار التي نشرت في وسائل الإعلام الإيرانية.
وشدد كنعاني على أن إيران التزمت التزاماً كاملاً بالحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين، ووصف الإجراء الذي اتخذته إيران ضد الكيان الصهيوني بمثابة رادع ضد الأعمال المتكررة للكيان الصهيوني في تهديد استقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الأردن تأثر أيضاً بالأنشطة الإجرامية في المنطقة، والعلاقات مع الأردن ودية وكان هناك تواصل مستمر.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن مجلس الأمن يتحمل المسؤولية الأساسية والرئيسة في الحفاظ على السلام الدولي، لافتاً إلى أنه تصرف بشكل سلبي تجاه طلب إيران والدول المستقلة الأخرى خلال الأشهر السبعة الماضية بسبب الدعم غير المشروط من الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين، واستخدام حق النقض من قبل الحكومة الأمريكية.
وصرّح كنعاني أن تقاعس المجلس عن إدانة جرائم الكيان الصهيوني والهجوم على المقر الدبلوماسي الإيراني في دمشق دليل آخر على فشله في القيام بمسؤولياته تحت التأثير السلبي لأمريكا وبعض الحكومات الأوروبية، مبيناً أن مناشدة الكيان لمجلس الأمن وعقد اجتماعه، أوضحت جوانب أخرى من جرائم الكيان وداعميه من خارج المنطقة.
وأضاف: “وكما توقعنا، وبالنظر إلى شرعية التحرك الإيراني من وجهة نظر ميثاق المنظمة، كان هذا الاجتماع يفتقر عملياً إلى أي إنجازات سياسية للكيان الصهيوني”.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه ينبغي للدول الغربية ملاحظة مشروعية تصرفات إيران، وأن تقدر ضبط النفس الإيراني تجاه الأمن والسلام الإقليميين، لافتاً إلى أنه بدلاً من اتهام إيران، عليهم أن يحاسبوا أنفسهم على ما فعلوه تجاه 7 أشهر من الإبادة الجماعية المفتوحة، ولماذا لم يقوموا بمسؤوليتهم القانونية والأخلاقية تجاه فلسطين، لأن الأمر الأكثر عقلانية لهذه الحكومات هو الوقوف إلى جانب الدول المسالمة والدول التي لعبت دورا بناءً، بالإضافة إلى تقدير الإجراء الذكي والمعقول الذي اتخذته إيران، بدلاً من دعم الكيان.