بايدن يكبح جماح نتنياهو.. هل وصلت العلاقة إلى نقطة الغليان؟
داما بوست – ترجمة: لين أبوزينه
أدت الخطط العسكرية الإسرائيلية التي تلوح في الأفق لغزو رفح إلى تفاقم التوترات بين حكومة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو وإدارة بايدن، التي أصبحت محبطة بشكل متزايد بسبب محاولاتها كبح جماح الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وفي وقت تُصر فيه “إسرائيل” على مواصلة حرب غزة عبر عملية برية في رفح، حذرت الأمم المتحدة من أن العمليات العسكرية “الإسرائيلية” في رفح يمكن أن تؤدي إلى مجزرة في غزة.
وعلى هذا الصفيح الساخن، وفي مقال نشرته صحيفة ول ستريت جورنال تحت عنوان: “العلاقة بين بايدن ونتنياهو عند نقطة الغليان مع اقتراب غزو رفح”، جاء ما يلي:
وصلت العلاقة إلى نقطة الغليان في وقت لاحق من ذلك الشهر، وفقاً لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، عندما أنهى بايدن فجأة مكالمته الهاتفية في أسبوع عيد الميلاد بعد تبادل متوتر حول الضحايا المدنيين، ومن وجهة نظر واشنطن، حاجة “إسرائيل” إلى التحول إلى مرحلة جديدة في الصراع. وركزت حربها على العمليات المستهدفة.
“طلاق” غير شرعي بين بايدن ونتنياهو
سؤال يلوح في الأفق بشأن الحرب بين “إسرائيل” وحماس هو ماذا سيحدث لرفح، المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة. وقد لجأ أكثر من نصف سكان غزة إلى هناك، أي ما يقدر بنحو مليون ونصف مليون شخص.
وتقول “إسرائيل” إن هزيمة حماس تحتاج إلى نقل الحرب إلى رفح. وتقول إدارة بايدن إن العملية العسكرية في رفح لا يمكن أن تستمر.
هل هذا صدع شعري أم بداية صدع بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” يمكن أن يتردد صداه في جميع أنحاء المنطقة؟
وفي اتصال هاتفي يوم الأحد مع بنيامين نتنياهو، أخبر جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تشن عملية عسكرية في رفح دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا هناك.
وقال جون كيربي، مستشار الأمن القومي لبايدن، إن الولايات المتحدة لن تؤيد أي هجوم على رفح دون إيلاء الاعتبار الواجب للمدنيين.
بدأت رؤى الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل الحرب في غزة تبدو غير قابلة للتوفيق، وهذا هو الحال بشكل خاص لأن المجهود الحربي “الإسرائيلي” الذي يقوده رئيس وزراء يعلم أن حياته السياسية ستنتهي بمجرد انتهاء عملية القتل، وبالتالي لديه حافز لإطالة أمد القتال.
تهديد صفقة الأسرى
انتهت آخر جولة للمحادثات بين الولايات المتحدة ومصر و”إسرائيل” وقطر بشأن هدنة في غزة دون تحقيق انفراجة مع تزايد الدعوات الدولية لـ “إسرائيل” للتراجع عن هجومها المزمع على مدينة رفح.
ويؤكد المسؤولون أن توسيع الهجوم نحو رفح قد يضر بفرص أي محادثات جارية للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار.
وبحسب تقارير، حذرت حركة حماس على لسان أحد قادتها من أن أي هجوم بري “إسرائيلي” على رفح على حدود غزة سوف ينسف مفاوضات تبادل الرهائن.
جنوب أفريقيا في المرصاد
أعلنت جنوب أفريقيا الثلاثاء، أنها قدمت طلباً لمحكمة العدل الدولية للنظر فيما إذا كانت خطة “إسرائيل” لتوسيع هجومها على قطاع غزة ليشمل مدينة رفح تتطلب إقرار تدابير طارئة إضافية لحماية حقوق الفلسطينيين.
وكانت المحكمة أمرت الشهر الماضي إسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات التي في وسعها من أجل منع ارتكاب قواتها إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار قضية رفعتها جنوب أفريقيا.
وأكدت المحكمة في منشور على موقع إكس تلقيها الطلب، لكنها لم توضح كيف ومتى ستتخذ قراراً، ولم ترد وزارة الخارجية “الإسرائيلية” بعد على طلب للتعليق.