داما بوست- متابعة
تلعب الأسلحة والمساعدات الأمريكية لـ “إسرائيل” دوراً كبيراً في القتل والتدمير الذي يشهده قطاع غزة، منذ عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول الماضي.
للمساعدات الأمريكية للعدو الإسرائيلي تاريخ طويل، حيث أن حُزم المساعدات المختلفة وأهمها العسكرية، كانت ولا تزال من صلب النقاشات الدائرة داخل الكونغرس الامريكي.
وبوفاة الرئيس الأمريكي روزفلت وتولّي الرئيس هاري ترومان، تغيرت السياسة الأمريكية تجاه “إسرائيل” ، وفي عام 1948 كان ترومان أول رئيس في العالم يعترف بالكيان الإسرائيلي، بعد لحظات فقط من إعلانها قيامه، لتبدأ سلسلة من المساعدات الأمريكية لتثبيت أقدام “إسرائيل” في المنطقة.
المساعدات الأمريكية لـ “إسرائيل” لها ستار اقتصادي
وبحسب التقديرات الأمريكية الرسمية بلغ حجم المساعدات العسكرية فقط ما بين عامي 1946 و2023، 114.4 مليار دولار، بالإضافة الى مساعدات أخرى تأتي تحت العناوين التالية: مساعدات اقتصادية: 34.4 مليار دولار.
مساعدات برامج الصواريخ بالإضافة إلى منظومة الدفاع الجوي ومشاريع القبة الحديدة والبالغة : 10 مليارات دولار، تُصرف هذه المساعدات في بداية كل عام وتُحوّل إلى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
عشرات استطلاعات الرأي التي أجريت داخل المجتمع الأمريكي في الآونة الأخيرة، تشير إلى أن هناك معارضة متصاعدة لتمويل “إسرائيل” في الكونغرس الأمريكي، وتغير الرأي العام الأمريكي في الموقف تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
من هذه الاستطلاعات ما أظهرته نتائج نشرتها وكالة “أسوشيتد برس” ومركز نورك لأبحاث الشؤون العامة، التي تشير إلى أن أكثر من نصف البالغين الأمريكيين، اعتبروا أن الحرب الإسرائيلية على غزة “تجاوزت حدودها”.
مبيعات الأسلحة لـ “إسرائيل” بمئات الملايين من الدولارات
استطلاع رأي آخر أجرته مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية وشركة “YouGov” في الولايات المتحدة، الذي كان عبارة عن أسئلة عدة توجهت بهم إلى الرأي العام الأمريكي.
من بين الأسئلة، هل تؤيد زيادة أو خفض أو الإبقاء على نفس الكمية من المساعدات العسكرية لـ “إسرائيل”؟
21 بالمئة قالوا بزيادة المساعدات، 29 بالمئة أيدوا تخفيضها ، 33 بالمئة أيدوا الإبقاء عليها كما هي، 17 بالمئة من المستطلعة آراؤهم كانوا غير متأكدين.
بالإضافة الى هذه الاستطلاعات، هناك دعوات من مشرعين غالبيتهم من الديمقراطيين، طالبوا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بتقديم إجابات حول سبب تخطيه الكونغرس، الشهر الماضي، للموافقة على مبيعات الأسلحة لـ “إسرائيل” بمئات الملايين من الدولارات.
وهذا أيضاً ما أشار اليه مقال بحثي تحت عنوان “معضلة ساندرز”، نشرها موقع انتريجونال للتحليلات الاستراتجية، بأن اللوبي شكل مجموعة ضغط عبر تقديم تبرعات تخطت قيمتها 3.7 مليون دولار في شهر تشرين الثاني لحملات المشرعين المطالبين بدعم “تمويل إسرائيل” بهدف مواجهة الأصوات المعارضة لهذا التمويل، ما يعكس حالة من التعقيدات حيال العلاقات العميقة بين أمريكا والعدو الإسرائيلي.
ويأتي تزويد إدارة بايدن لـ “إسرائيل” بالمعدات العسكرية في الحرب على غزة متسقاً مع تاريخ طويل من المساعدات الأمريكية لها، بدأ في عام 1948 وتضمن منحها نحو 158.6 مليار دولار، أغلبها لضمان تفوُّقها العسكري النوعي واستدامة أمنها ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط.