اكتشاف مفاجئ: مضاد حيوي لحب الشباب قد يكون درعاً واقياً ضد مرض الفصام!
كشف علماء عن فائدة طبية غير متوقعة لعقار الدوكسيسيكلين (Doxycycline)، وهو مضاد حيوي واسع الانتشار يُستخدم لعلاج حب الشباب والالتهابات. المفاجأة؟ هذا الدواء قد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الفصام (الشيزوفرينيا)!
انخفاض “صادم” في المخاطر بين المراهقين
وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي (American Journal of Psychiatry)، توصل الباحثون إلى نتيجة مثيرة:
المراهقون الذين وُصف لهم الدوكسيسيكلين كانوا أقل عرضة للإصابة بالفصام عند البلوغ بما يقرب من الثلث.
يشير هذا الاكتشاف إلى اتجاه جديد وغير متوقع في مجال الوقاية من أخطر اضطرابات الصحة العقلية.
ما هو الفصام ولماذا هو خطير؟
الفصام أو الشيزوفرينيا هو اضطراب نفسي مزمن وخطير يربك العقل والمشاعر.
ماذا يفعل؟ يؤثر على قدرة الشخص على التفكير المنطقي، تنظيم المشاعر، واتخاذ القرارات والتواصل.
أعراض مميزة:
يتميز غالباً بظهور الهلوسات (مثل سماع أصوات غير موجودة) والأوهام (معتقدات خاطئة راسخة).
متى يظهر؟ غالباً ما يبدأ في مرحلة البلوغ، ويُعد من أكثر الاضطرابات تعقيداً وتأثيراً على نوعية الحياة.
نتائج الدراسة الرئيسية: 35% حماية إضافية
للتوصل إلى هذه النتائج، قام فريق بحثي دولي من جامعات إدنبرة وأولو ودبلن بتحليل ضخم:
بيانات التحليل: حلل الباحثون بيانات السجلات الصحية لأكثر من 56 ألف مراهق في فنلندا كانوا يتلقون علاجاً بالمضادات الحيوية.
المقارنة الحاسمة:
تمت مقارنة مجموعة الذين عولجوا بالدوكسيسيكلين بأقرانهم الذين تلقوا أنواعًا أخرى من المضادات الحيوية.
الرقم السحري:
وُجد أن المجموعة التي عولجت بالدوكسيسيكلين لديها خطر أقل بنسبة 30 – 35% للإصابة بمرض الفصام.
وأكد الباحثون أن هذا الانخفاض في المخاطر لا يمكن تفسيره ببساطة على أنه نتيجة ثانوية لعلاج حب الشباب.
الآلية المحتملة: الدواء يُهدئ “عاصفة الدماغ”
لماذا قد يكون الدوكسيسيكلين تحديداً هو الدواء الواعد؟ يفترض العلماء أن التأثير الوقائي للدواء يرجع إلى خصائصه المضادة للالتهاب، وقدرته على التدخل في تطور الدماغ.
التهاب الدماغ: يشير التفسير الأبرز إلى قدرته على تقليل الالتهابات في خلايا الدماغ.
تهذيب المشابك العصبية:
يُعتقد أن الدوكسيسيكلين يؤثر على عملية “تهذيب المشابك العصبية” (Synaptic Pruning)، وهي عملية طبيعية لتنقية الاتصالات العصبية. لقد ارتبط التهذيب المفرط لهذه المشابك بتطور مرض الفصام.
تحذير علمي: خطوة أولى مثيرة
علق البروفيسور إيان كيليهير، أستاذ الطب النفسي في جامعة إدنبرة، على هذه النتائج المشوقة:
“ما يصل إلى نصف الأشخاص الذين يصابون بالفصام راجعوا خدمات الصحة العقلية سابقاً. في الوقت الحالي، ليس لدينا أي تدخلات معروفة لتقليل خطر تطور المرض لديهم. هذا ما يجعل هذه النتائج مثيرة جداً.”
لكنه شدد على نقطة حاسمة:
“بما أن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة وليست تجربة عشوائية منضبطة، لا يمكننا استخلاص استنتاجات حاسمة حول العلاقة السببية. لكنها إشارة مهمة لمواصلة التحقيق في التأثير الوقائي للدوكسيسيكلين وغيره من العلاجات المضادة للالتهابات.”
إقرأ أيضاً: وداعاً لارتفاع الضغط الصباحي: 4 مبادئ ذهبية لوجبة فطور تحمي قلبك.
إقرأ أيضاً: الخطر الصامت: سماعات الأذن أثناء النوم… الطريق إلى فقدان السمع والخرف؟