اشتباكات عنيفة في السويداء بين الحرس الوطني وقوات الأمن ومبادرة “إعلان جبل العرب”
شهدت المحاور الغربية لمدينة السويداء مساء أمس، اشتباكات واسعة وعنيفة بين قوات الأمن السوري ومجموعات “الحرس الوطني” التابعة للشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل في السويداء، بالتزامن مع إعلان مبادرة وطنية لحل الأزمة أطلقها مثقفون وناشطون تؤكد رفض الانفصال .
قصف متبادل واستخدام للطائرات المسيّرة
اندلعت الاشتباكات والقصف المتبادل على أكثر من جبهة عند خطوط التماس الفاصلة بين الجانبين، وكان محور قرية المجدل في السويداء هو الأعنف.
وأكدت مصادر محلية أن الطرفين كثفا من التعزيزات والقصف المتبادل، واستخدمت في المواجهات الطائرات المسيّرة وقذائف الهاون لاستهداف مواقع تمركز الطرف الآخر.
بيان “الحرس الوطني”: ذكر البيان أن قوات الأمن السوري نفذت هجوماً واسع النطاق على بلدة المجدل، استمر لأكثر من ساعة، واستخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطائرات المسيّرة الهجومية.
وأفاد البيان بأن مجموعات “الحرس الوطني” تمكنت من صد الهجوم، وأكدت على تعزيز كافة نقاطها الدفاعية.
موقف “حركة رجال الكرامة”: أعلنت الحركة أن “لواء الباشا- 104” التابع للحركة والمنضوي في صفوف “الحرس الوطني” دفع بتعزيزات إلى المجدل، وذلك رداً على ما وصفته بـ”اعتداءات غادرة” نفذتها المجموعات المسلحة التابعة للأمن العام بالمسيرات والرشاشات الثقيلة واستهدفت مواقع مدنية.
رواية مصدر أمني سوري: نقلت قناة الإخبارية السورية عن مصدر أمني أن “العصابات المتمردة” في السويداء استهدفت مواقع للقوى الأمنية في تل الأقرع ومنطقة المزرعة في ريف السويداء الغربي.
إعلان “جبل العرب” لمسار إنقاذ وطني
أعلن مثقفون وناشطون من السويداء عن إطلاق مسار إنقاذ وطني تحت عنوان “إعلان جبل العرب”. ويؤكد البيان على أن هذا المسار يقوم على مبادئ المواطنة، القانون، العدالة الانتقالية، واحترام التنوّع، ويشدد على رفض الانفصال أو الخضوع، مع التأكيد على أن الهدف هو إقامة دولة القانون.
أبرز النقاط والمطالب في البيان:
- إدانة العنف والتدخلات الخارجية: أدان الموقّعون كل أشكال العنف والتطرّف من جميع الأطراف التي ارتكبت انتهاكات ضد المدنيين، ورفضوا رفضاً قاطعاً كل التدخلات الخارجية ورفع الأعلام الأجنبية، خاصةً علم إسرائيل.
- مطالب عاجلة لمعالجة أحداث تموز/يوليو: طالب الموقعون بمعالجة الآثار العميقة لأحداث تموز/يوليو عبر الخطوات التالية:
- الاعتراف بالجرائم غير الإنسانية ومحاسبة مرتكبيها.
- الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المخطوفين والمخطوفات.
- تأمين طريق دمشق- السويداء.
- البدء الفوري بـإعادة إعمار المنازل المدمرة وترميم البنى التحتية.
- تأمين عودة النازحين إلى منازلهم بأمان.
- ضمان عدم عرقلة مهمة لجنة تقصّي الحقائق الدولية.
- حل مشكلة الطلاب، وخاصة الجامعيين، وضمان وصولهم لجامعاتهم ومدارسهم.
- مرجعية خارطة الطريق: أكد الموقعون أن خريطة الطريق الموقَّعة في دمشق في 16 أيلول/سبتمبر 2025 تشكل مدخلاً لحل أزمة السويداء ويمكن البناء عليها لمعالجة أزمات باقي المناطق السورية.
- رفض المشاريع الانفصالية: أعربوا عن رفضهم لجميع الدعوات أو النشاطات التي تتفق مع مشاريع الاحتلال أو الطروحات الانفصالية التي تنكر الهوية الوطنية، مشيرين إلى أن رؤيتهم تقوم على معالجة أوضاع المناطق كافة لإطلاق مسار سياسي وطني بديل يستند إلى توافقات موضوعية، مثل اتفاق 10 آذار/مارس مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
اقرأ أيضاً:العلويون في سوريا: من التهميش إلى محاولات التغيير والمطالبة بالتمثيل
اقرأ أيضاً:طريق الموت بين السويداء ودمشق: شهادات سوريين تروي الرعب والخوف