استثمارات إماراتية جديدة في حقول الغاز السورية… ما تفاصيل اتفاق “دانة غاز” ودمشق؟

تشهد سوريا تطورًا في قطاع الطاقة بعد سنوات من التراجع، مع توقيع مذكرة تفاهم بين شركة دانة غاز الإماراتية والشركة السورية للبترول لإعادة تطوير عدد من حقول الغاز الاستراتيجية. وتُعد هذه الخطوة أول دخول عربي واسع إلى قطاع الغاز السوري منذ اندلاع الحرب، ما يعيد الملف الطاقي السوري إلى واجهة الاستثمار الإقليمي.

تطوير حقل “أبو رباح” ورفع إنتاج الغاز المحلي:

بحسب الإفصاح الرسمي في سوق أبوظبي للأوراق المالية، يتضمن الاتفاق إعادة تطوير وتوسعة عدد من الحقول، أهمها حقل أبو رباح في ريف حمص، أحد أكبر الحقول الغازية وأكثرها أهمية لإنتاج الكهرباء في سوريا.

وتشير التقديرات إلى أن تنفيذ المشروع سيُسهم في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، ما قد يخفف الضغط عن شبكة الكهرباء التي تعاني من مشكلات حادة منذ سنوات.

ووفق بيانات وزارة الطاقة السورية الصادرة في 30 أكتوبر، بلغ متوسط إنتاج سوريا من الغاز عام 2025 نحو 6 ملايين متر مكعب يوميًا فقط مقارنة بما يفوق 30 مليون متر مكعب قبل 2011وهو ما يبرز حجم التراجع الذي أصاب القطاع.

رؤية إماراتية لتعزيز أمن الطاقة في سوريا:

الرئيس التنفيذي لشركة دانة غاز، ريتشارد هول، أكد أن الشركة ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة تقييماً فنياً شاملاً للبنية التحتية، تمهيدًا لإعداد خطة تطوير تتضمن الحفر والصيانة وتوسيع الإنتاج.

وأوضح أن المشاريع الجديدة قادرة على تحقيق “تحسن ملموس في أمن الطاقة السوري” ودعم المجتمعات المحلية المحيطة بالحقول.

دمشق تراهن على شراكات دولية لحماية مصالحها:

الحكومة السورية أبدت ترحيبًا واضحًا بالمذكرة. وزير الطاقة محمد البشير وصف الاتفاق بأنه “مرحلة جديدة من التعاون الدولي في قطاع الطاقة”، مشيرًا إلى أن تعليق العقوبات الأميركية هي “نافذة حقيقية لعودة الاستثمارات الإقليمية”.

كما تعمل الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع على تحديث الإطار القانوني المنظم للشراكات الأجنبية بما يضمن حماية الاستثمارات وتوزيع العائدات وفق معايير التنمية المستدامة.

تفاهمات سياسية بين دمشق وواشنطن تفتح المجال أمام الاستثمار:

بحسب مصادر أميركية اقتصادية، فإن الدخول الإماراتي إلى قطاع الغاز جاء بعد زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى واشنطن في 10 نوفمبر، ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعددًا من كبار المسؤولين الاقتصاديين.

ووفق منصة الطاقة المتخصصة، نوقش خلال الاجتماعات مستقبل قطاع النفط والغاز السوري، وإمكانية إعادة دمج سوريا ضمن منظومة الطاقة الإقليمية. وأكد وزير الداخلية الأميركي دوج بورغوم أن تعليق العقوبات يهدف إلى “تشجيع التعاون في مجال الطاقة لضمان استقرار المنطقة”.

ترقب لبدء التنفيذ وتقييم الجدوى الفنية:

يرى خبراء الطاقة أن دخول دانة غاز إلى سوريا ليس مجرد اتفاق تجاري، بل خطوة ضمن إعادة هيكلة تدريجية لقطاع الطاقة السوري، تقودها تفاهمات إقليمية تشترك فيها واشنطن ودول الخليج.

ومن المتوقع أن تقدم الشركة الإماراتية تقريرها النهائي حول الجدوى الفنية للمشروع خلال الربع الأول من 2026، ما يمهّد لبدء المرحلة الأولى من التطوير.

إقرأ أيضاً: زيادة أسعار الكهرباء في سوريا… واقع مرير وأزمات متتالية

إقرأ أيضاً: سيرياتيل ترفع أسعار باقات الإنترنت والاتصالات: موجة استياء واسعة بين السوريين

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.