تغريدة تُلغي حفلًا لفلسطين: امرًا وطاعة “إسرائيل”

داما بوست -ناصر علي

كان من المقرر أن تقيم مديرية الثقافة في حلب اليوم الجمعة، حفلًا وطنيًا على مسرحها بعنوان: طوفان الأقصى. الذي أعلنت فرقة الأرض الفلسطينية، بالتعاون مع وزارة الثقافة قبل أسبوع عنه، لكن، تغريدةً على X، للمؤثر الدعائيّ الصهيونيّ “إيدي كوهين”، طالب فيها بإلغاء الحفل، ماهلًا سلطة دمشق حتى منتصف يوم إقامة الحفل، كانت كفيلة بإلغاء الحفل وتأجيله لوقتٍ آخر، حسبما نشر مدير فرقة الأرض “موفق الحاج”، معلًلا ذلك، “بانشغال المسرح من قبل وزارة الثقافة.” علمًا أنّ التنسيق للحفل أخذ وقتًا طويلًا، بالأخص أنه يحتاج موافقة مسبّقة من الوزارة.

و أثار الحدث، موجة تفاعل شعبية، بين من رأى أن سوريا بحاجة لبناء علاقاتها بعيدًا عن إزعاج “الجار” الخبيث، ملقيًا اللوم على إصدار الموافقة لمثل هذا النشاط، بالمقابل، عدّه آخرون، تصرفًا “انبطاحيًا” لدعاية إسرائيلية، اعتادت توجيه الضربات واستصغار الشأن السوري، وكتم الصوت الذي يذكّر بالحدث الأبرز في المنطقة، 7 أكتوبر.

علمت “داما بوست”، أنّ الأنشطة الداعمة لفلسطين بعد الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، لم تعد ممكنةً إلى حدٍ بعيد في سوريا، حيث تصرّ الأجهزة الأمنية على إقناع المشاركين، بأنّ سوريا تبني علاقاتها الخارجية، وهي بمنأى عن إزعاج عدّة أطراف أهمها “إسرائيل”، وقد لوحظ فعلًا، انحسار الأنشطة الداعمة لفلسطين بشكل تدريجيّ، في مشهد يبدو أقرب إلى صوت مسموحٌ سماعه، لكن بحدّة مكتومةٍ ومراقَبة.

وقد لعب بالطبع، الواقع الجديد الذي واجهته الفصائل الفلسطينية في سوريا، دورًا سلبيًا في خلق مناخ التفاعل مع النشاطات الداعمة لفلسطين، إذ أن أغلب الفصائل، غادرت دمشق، ولم يتبقَّ سوى فصيلين أساسيين ينشطان فيها، كالجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، في حين اعتُقل ووضع تحت الإقامة الجبرية أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية – القيادة العامة، قبل وساطة من حركة حماس للأخيرة، لإعطاء مهلة للمغادرة خارج دمشق.

هذا المشهد ليس منعزلًا، بل حلقة في سلسلة طويلة من انحسار الفعل الفلسطيني في سوريا، بدءًا من تضييق الخناق على فصائلها ووصولًا إلى كتم أصوات التضامن في المسارح. يؤشر إلى ولادة “المنطقة الرمادية” في الصراع، حيث تُدار المعركة ليس بالرصاص وحده، بل وبالإملاءات الرقمية، والامتيازات السياسية، والخطابات المزدوجة.

إقرأ أيضاً: محافظة حلب… حين تتحوّل ذكرى المجزرة إلى منصّة للتضليل

إقرأ أيضاً: نتنياهو يربط التفاهمات مع سوريا بتفكيك الجماعات الجهادية ونزع سلاح الجنوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.