حزب الله يضرب في الصميم .. الاحتلال في حرب استنزاف قاسية والدعاية الإسرائيلية تغرق في العدم
الدعاية الصهيونية مع استمرار الحرب تحاول التستر على الجرائم والتستر على الخسائر في لبنان وغزة، ومع ذلك لا يخفي الإسرائيليون حجم الانتكاسات التي يواجهونها حول العالم
داما بوست-خاص| معركة الضرب في الصميم أو معركة إيلام العدو كما سماها حزب الله تدور رحاها ومعها تدور الدوائر على جيش الاحتلال، وتتعالى فيها أصوات الألم من جنود وساسة الكيان، ومن قلب المجتمع الصهيوني تخرج أيضاً أصوات متألمة وداعية لإنهاء الحرب وعودة الأسرى الصهاينة، ومع كل يوم يمضي من عمر الحرب يتأسس عمود آخر من أعمدة بقاء المقاومة، ومعه خراب يلوح في الأفق يقترب من الكيان الإسرائيلي الذي يخوض حرب خرابه الثالث.
الدعاية الصهيونية مع استمرار الحرب تحاول التستر على الجرائم والتستر على الخسائر في لبنان وغزة، ومع ذلك لا يخفي الإسرائيليون حجم الانتكاسات التي يواجهونها حول العالم في شرعنة عدوانهم الدموي الجاري على الشعبين الفلسطيني واللبناني، بسبب مشاهد الموت والدمار التي تتسبب بها طائراتهم وقذائفهم، فيما يصعب عليهم جداً تبرير موقفهم أمام صور الأطفال الشهداء والمصابين جراء قنابل جيش الاحتلال، ما يزيد من الإشكاليات التي تصاحبهم على مدار الساعة في الساحة الدعائية.
الاحتلال الإسرائيلي يواجه في الوضع الحالي ساحتين صعبتين، العسكرية والدعائية، فالأولى تتسبب بوقوع خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال، وتشكل عبئاً ثقيلاً على ميزانية الكيان، ووضعه النفسي، وجزء كبير من الجمهور الإسرائيلي منهار، أما الثانية فهي الكذب والتضليل، لأن الاحتلال بسبب عدوانه العسكري الهمجي يُلحق الضرر بالسكان المدنيين، الفلسطينيين واللبنانيين، ما يصور الاحتلال حول العالم بأنه يرتكب خطأً فادحاً وهو يقتل سكاناً غير مشاركين في الحرب، ودعايته في حرج ويبدو لا قيمة لها في تصوير الكيان أنه الضحية التي تواجه الجلاد، فالعالم بات يعرف جيداً نفاق الدعاية الصهيونية.
وبعد مرور أكثر من عام على العدوان الغاشم على غزة يصعب على الاحتلال الإسرائيلي مجابهة وترويض ردود الفعل العاطفية المناصرة للفلسطينيين بطريقة لفظية فقط، فكيف بالميدان على أرض الواقع، والنتيجة أن الاحتلال أصيب بنقاط ضعف حقيقية، ما يثير ضده ردود فعل كبيرة في العالم، ومظاهرات، وفرض مقاطعة وقيود على توريد الأسلحة له، وهذا لا يضر بالصورة الإسرائيلية فحسب، بل بقدرتها العسكرية أيضاً.
وأصبح من الصعوبة التصدي لتدهور الصورة الإسرائيلية الملطخة بدماء الأبرياء حول العالم بفعل المشاهد المؤثرة الصادرة من غزة ولبنان، حتى ادعاء الاحتلال أنه لم يبدأ الحرب، بل إن حماس وحزب الله، شنا هجوماً مباشراً على الاحتلال، بات رواية لن تنجح في ترميم الصورة الإسرائيلية المتردّية بشكل واسع حول العالم، فمن حق الشعوب أن تقاوم لتحرير أراضيها المحتلة.
وحزب الله اللبناني، على هذا الأساس الوطني والحق الترابي والسيادي، يواصل استهداف القواعد العسكرية لقوات الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة برشقات صاروخية وطائرات مسيرة، وصفتها وسائل الإعلام الصهيونية بأنها حرب استنزاف مؤلمة وباهظة الثمن.
وعلى ما يبدو أن الأحداث على أرض الواقع من جنوب لبنان إلى شمال ووسط فلسطين المحتلة، تظهر معطيات مختلفة عما تنشره قوات الاحتلال الإسرائيلي على وسائل الإعلام العبرية المختلفة عن بدء المرحلة الثانية من العملية البرية في لبنان في الوقت الذي تتكبد فيه قوات العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتتكسر على صواريخ المقاومة صورة الجيش الأسطوري الذي زعم أنه لا يقهر.
خبراء عسكريون وصفوا الخطوة الإسرائيلية بإعلان بدء المرحلة الثانية من العملية البرية في لبنان بأنها هروب للأمام في محاولة منها للتغطية على فشلها العسكري في معركة لبنان وخداع مستوطنيها ومقدمة لإعلان الهزيمة عبر وقف الحرب من طرف واحد.
المعطيات على الأرض تحمل معنى آخر، وهو أن حزب الله تحول بكل قوة من الدفاع إلى عمليات كسر العظام وبانه قادر على تكبيد جيش الاحتلال الخسائر في حرب استنزاف متواصلة ستجبر أكثر من 2 مليون مستوطن في “تل أبيب” ومستعمرات وسط فلسطين المحتلة للنزوح مثلهم مثل مستوطني الشمال.
وأمس الثلاثاء وقبله كانت معركة صواريخ غير مسبوقة، وأثقل صلية لحزب الله تؤلم العدو، ومعها اشتعل الجنون في خليج حيفا، وكان الاحتلال الإسرائيلي، على موعد مع رشقات صواريخ ثقيلة تجاوزت الـ100 صاروخ أطلقها حزب الله اللبناني باتجاه “تل أبيب” وحيفا ونهاريا والجليل الأعلى أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال، واعترفت وسائل الإعلام بمقتل جنديين من قوات الاحتياط وإصابتين وصفتها بحالة خطيرة جراء استهداف صواريخ حزب الله لمبنى في منطقة نهاريا الصناعية.
حزب الله أتخم مستوطنات العدو في الشمال بأكبر صلية صواريخ وصفتها وسائل الإعلام الصهيوني بـ “جنون الصواريخ” في حيفا والكريوت وذلك في أعنف قصف وأثقل صلية صواريخ منذ بدء العدوان على لبنان.
وحزب الله متماسك وهو مستمر بهجومه الجوي عبر المُسيّرات الانقضاضيّة على قواعد وتجمعات العدو، وضرب قاعدة هحوتريم التي تبعد 40 كلم عن الحدود وتقع جنوبي حيفا المحتلة من ضمن الأهداف النوعية للحزب، حيث تعتبر قاعدة هحوتريم هي القاعدة الجوية الرئيسية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وتحتوي على تشكيل التجهيز والنقل وفيها مصنع المحركات.
وفي المقابل لم يتوقف دوي صفارات الإنذار في كل أرجاء الكيان، ما يشكل تعطيلاً لقلب الاقتصاد الإسرائيلي، باعتراف رئيس بلدية حيفا الذي أكد أن صواريخ حزب الله وطائراته المسيرة حولت المدينة الصناعية قلب الاقتصاد الإسرائيلي إلى مدينة أشباح وبأن شوارعها باتت فارغة من السيارات والمشاة.
ورئيس بلدية نهاريا قال في تصريحات صحفية “أيام صعبة تمر على نهاريا والشمال بشكل عام مع الكثير من الرشقات الصاروخية والمسيّرات، يجب وقف هذا فنحن لا نستطيع أن نعيش في هذه الوتيرة ولا يمكن الاستمرار على هذا النحو.”
ونحيل رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ما قاله رئيس بلدية نهاريا، عله يقر بالحقيقة ويتوقف عن قصف المدنيين ويعترف بالخسارة في قلب الميدان العسكري، وإلا فهو يمضي في حربه العبثية بلا جدوى، وأخذ كيانه إلى حافة الهاوية والخراب.