تصاعد تهديدات “داعش” في الجنوب السوري وسط فراغ أمني متزايد

تشهد محافظة درعا والجنوب السوري عموماً تدهوراً أمنياً واضحاً يفتح الباب أمام عودة تنظيم “داعش” إلى المشهد، خاصة مع تزايد نشاط خلايا التنظيم النائمة في مناطق مثل حوض اليرموك، وفقاً لتقارير ميدانية ومصادر محلية.

ويُرجح مراقبون أن اختيار “داعش” لمحافظة درعا كمنطقة لنشاطه الجديد، يأتي بسبب موقعها الجغرافي الحدودي مع الجولان السوري المحتل، مما يمنحه فرصة للعب دور إقليمي تهديدي مستقبلي.

عمليات عسكرية تشير لعودة التنظيم في درعا والسويداء:

أعلن تنظيم داعش عن تنفيذ عدة عمليات أمنية خاطفة في ما يسمى بـ”ولاية الشام حوران”، شملت تفجيراً استهدف سبعة عناصر من الجيش السوري في بادية السويداء، بالإضافة إلى تفجير آلية تابعة لجيش سوريا الحرة قرب منطقة تلول الصفا.

ورغم الجهود الأمنية المستمرة من قبل السلطات السورية، خاصة منذ تسوية 2018، فإن وتيرة الاغتيالات وعمليات الخطف تصاعدت مجدداً، ما يشير إلى أن التنظيم يعيد ترتيب صفوفه عبر خلايا صغيرة وشبكات متخفية، بحسب حديث عامر الحوراني، الناطق باسم تجمع أحرار حوران لموقع “المدن”.

الأمن السوري يواجه خلايا التنظيم بتكتيكات جديدة:

في تصريح خاص، كشف مصدر استخباراتي من ريف دمشق أن السلطات الأمنية باتت تعتمد على أساليب غير معلنة في مكافحة داعش، حيث تُنفذ عمليات نوعية دون الإعلان عنها حتى يتم تفكيك الشبكات بالكامل والاستفادة من المعلومات التي يقدمها المعتقلون من عناصر التنظيم.

وأكد المصدر أن تنظيم داعش يتنقل بين المناطق الهشة أمنياً، مستفيداً من حالة الفوضى، كما حدث في هجمات الساحل وبادية السويداء، ما يجعل ملف التنظيم أولوية أمنية معقّدة في ظل الوضع السياسي والعسكري المتغير في البلاد.

استراتيجية جديدة لـ”داعش”: من السيطرة إلى الاغتيالات:

يؤكد الباحث السوري عرابي عرابي لـ “المدن” أن تنظيم “داعش” لم يعد يسعى إلى السيطرة على الأرض كما في السابق، بل بات يتبنى نموذج الخلايا الشبكية الصغيرة، مركزاً على الاغتيالات والكمائن الأمنية.

ويشير عرابي إلى أن التنظيم غيّر أولوياته بعد سقوط النظام السابق، وأصبح يركز على “إدارة الهجمات” بدلاً من “إدارة الأرض”، بهدف إثبات الوجود واستعادة الزخم الإعلامي، مستفيداً من البيئة الاجتماعية المعقدة في الجنوب السوري التي سبق أن تفاعل معها.

درعا على حافة تحول جديد:

على الرغم من أن نشاط “داعش” لا يزال مركزاً في مناطق قسد شرق الفرات، إلا أن تمدده باتجاه الجنوب يُعد مؤشراً واضحاً على سعيه إلى إعادة التوازن العملياتي وفرض حضوره في مشهد سوري متحول، قد يُحوّل درعا مجدداً إلى بؤرة توتر أمني متقدمة.

ويرى محللون أن استمرار الفراغ الأمني وتدهور البنية الأمنية في الجنوب سيوفّر أرضاً خصبة لعودة التنظيم بشكل أقوى، ما لم تُتخذ إجراءات استراتيجية شاملة لمواجهته، تشمل الأمن، والتنمية، والمصالحة المجتمعية.

إقرأ أيضاً: قلق إسرائيلي من اتفاق محتمل مع أحمد الشرع: يشبه التفاوض مع داعش

إقرأ أيضاً: خلايا تنظيم داعش تواصل استهداف دير الزور بـ 164 هجوماً منذ مطلع العام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.