تساؤلات حول الجهات المتورطة في اغتيالات إدلب وسط “فراغ أمني”

تثير عمليات الاغتيال المتتالية التي شهدتها محافظة إدلب شمالي سوريا تساؤلات ومخاوف جدية حول استقرار الوضع الأمني في المحافظة، التي تُعد الآن معقلاً للسلطة الجديدة في سوريا. وقد وقعت ثلاث حوادث اغتيال متتالية خلال 24 ساعة، استهدفت شخصيات عسكرية وأمنية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

خلفيات الاغتيالات الأخيرة

وقعت الحادثة الأولى في مدينة سرمدا، حيث قُتل صدام الحميدي المعروف بـ”الكابتن أبو عدي”، وهو مدرب رياضي عسكري في وزارة الدفاع السورية، برصاص مجهولين.

أما الحادثة الثانية فاستهدفت هاني الجدعان، أحد عناصر الجيش السوري، الذي قُتل برصاصة في الرأس في كمين قرب معرة النعمان.

فيما نجا أبو سعيد رأس الحصن، القيادي السابق في هيئة تحرير الشام والعامل حالياً في وزارة الدفاع، من محاولة اغتيال على طريق سرمدا-رأس الحصن.

ويرى مراقبون أن هذه العمليات تشكل مؤشراً على تصاعد التوترات الأمنية في إدلب، خاصة وأنها تستهدف شخصيات مرتبطة بالسلطة الجديدة. وتشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى تسجيل نحو 52 عملية اغتيال في إدلب منذ بداية عام 2025.

الجهات المشتبه بتورطها

تشير التحليلات إلى احتمالية تورط عدة أطراف في هذه الاغتيالات:

يرجح الخبير الأمني أحمد الشيخ في حديثه لقناة “الجزيرة” أن تكون هذه الهجمات “مدروسة وتستهدف خلق فراغ أمني في معقل السلطة الجديدة”، وقد تكون “رسائل تحذيرية من فلول النظام السابق أو جهات إيرانية تسعى لإرباك الحكومة الجديدة”. كما رجّح أن تكون “إيران أو روسيا وراء محاولات إبقاء إدلب في حالة اضطراب بهدف منع إعادة الإعمار أو تبرير تدخلات مستقبلية”.

جماعات متشددة وعصابات إجرامية: حذر الشيخ من استغلال “مجموعات متشددة وعصابات إجرامية داخلية لضعف الأجهزة الأمنية لفرض نفوذها”.

عمليات ثأر فردية و”القصاص”: يرى المحلل السياسي أحمد مظهر سعدو أن تكرار الاغتيالات يعود إلى “بطء تنفيذ العدالة الانتقالية”، وأن وجود عناصر سابقة من النظام ارتكبت جرائم يدفع لعمليات ثأر فردية.

وأشار إلى أن العديد من الاغتيالات ترتبط بمحاولات “القصاص من فلول النظام السابق”، بينما تستغل جماعات متشددة هذا الفراغ الأمني.

جهود السلطات الأمنية

أكد قيادي في قوات الأمن العام بإدلب -فضل عدم الكشف عن هويته- “لقناة الجزيرة” أن الأجهزة الأمنية تعمل على تعزيز الحواجز وتكثيف الدوريات لملاحقة المنفذين، مشدداً على أن قوى الأمن الداخلي “لن تسمح بمحاولات زعزعة الاستقرار”. وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت إعادة انتشار للعناصر الأمنية وإزالة عشرات الحواجز بعد تشكيل وزارتي الدفاع والداخلية.

تحديات المرحلة الانتقالية

تُواجه إدلب “مرحلة انتقالية حساسة” نتيجة انتقال الفصائل إلى هياكل حكومية لم تكتمل بعد، فيما تُركز جهود السلطات الجديدة على إعادة تنظيم العاصمة دمشق.

ويرى الشيخ أن طبيعة الكمائن تدل على “ضعف التنسيق الأمني ونقص المعلومات الاستخباراتية”، مشدداً على أن “استقرار إدلب هو مفتاح استقرار سوريا الجديدة ويتطلب يقظة أمنية متواصلة لتثبيت مكاسب الثورة”.

 

اقرأ أيضاً:توتر أمني واشتباكات في إدلب بعد اعتقال أبو دجانة الأوزبكي

اقرأ أيضاً:مقتل قيادي في أنصار الإسلام بغارة جوية بريف إدلب

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.