انقسام غير مسبوق في السويداء…صراع النفوذ يفكك “الحرس الوطني”

تشهد محافظة السويداء سلسلة متسارعة من الأحداث التي كشفت عن عمق الخلافات داخل المحافظة، متجاوزة الخلافات السياسية والدينية لتتحول إلى صراع نفوذ داخل المؤسسات التي أسسها الشيخ حكمت الهجري نفسه، وعلى رأسها الحرس الوطني، بحسب تقرير لشبكة “شام”

1- تفكك الحرس الوطني والخلافات العسكرية

وقالت الشبكة إن الخلافات بدأت بالظهور بشكل علني من خلال اشتباكات داخل صفوف الحرس الوطني بين مجموعتين مسلحتين بقيادة طارق المغوش وطارق خويص.

القرار الإداري المفاجئ: في 10 تشرين الأول، صدر قرار بإلغاء المكتب الأمني في قيادة الحرس، وإحالة تسعة متطوعين بارزين، بينهم المغوش وخويص، إلى القضاء بتهم تتعلق بمخالفات وانتهاكات.

سوء تفاهم إداري: حاول المكتب الإعلامي للحرس الوطني احتواء الجدل بوصف ما جرى بأنه “سوء تفاهم إداري” يتعلق بإجراءات تنسيق لدخول جهة أجنبية، لكن هذا التبرير لم يقنع الشارع المحلي ولا حتى القيادات التي تم إنهاء عقودها، مما كشف عن صراع داخلي مكتوم.

2- تسريب الخلاف إلى المرجعية الروحية: اتهامات مشهور حمشو

شكل التسجيل المصور لمشهور حمشو، رئيس منظمة لقاء جبل الريان والداعم السابق للحراك المدني، الانفجار الأكبر الذي عرّى الخلافات الداخلية وطال القيادة الروحية مباشرة:

اتهامات الفساد والعمالة: وجه حمشو هجوماً حاداً على الشيخ حكمت الهجري وابنه سلمان والمجموعة المحيطة به، متهماً إياهم بالفساد، والعمالة للنظام السابق، وسرقة المساعدات، والسيطرة على القرار المحلي باسم الدين.

و وصف حمشو الشيخ الهجري بأنه “دكتاتور أكثر من بشار الأسد بمليون مرة”.

وأشار حمشو إلى أن أوامره تأتي من آل مخلوف وجهات أخرى موالية للنظام السابق، بل وربطه بالتنسيق مع النظام لـ”قتل البلعوس” في الماضي.

3- سرقة السلاح والمساعدات:

تحدث حمشو عن عمليات سرقة ونهب شملت 500 قطعة سلاح أسقطتها “إسرائيل” بالمظلات، واتهم المقربين من الهجري بسرقة مساعدات مالية وصلت من “قسد” وجهات إسرائيلية، بلغت عشرات الآلاف من الدولارات.

الدعوة للإنقاذ:

ختم حمشو تسجيله بدعوة الوطنيين والمثقفين إلى التحرك لإنقاذ الجبل من “الفساد المستشري” وتحذيراً من مستقبل خطير تحت حكم رجال الدين الحاليين3- تقييد شيوخ العقل ورفض الهوية البديلة

تشير مصادر محلية إلى أن الهجري بات يفرض سيطرته الكاملة على القرار الديني، وأن شيوخ العقل الآخرين، يوسف جربوع وحمود الحناوي، تعرضوا لضغوط كبيرة وتقييد لتحركاتهم، مع أنباء غير مؤكدة عن وضعهما تحت الإقامة الجبرية.

رفض مصطلح “جبل باشان”:

أعلن باسم أبو فخر، المتحدث باسم حركة رجال الكرامة، رفضه العلني لتسمية “جبل باشان” (التي استخدمها الهجري)، مؤكداً أن اسم “جبل العرب” يمثل الهوية الوطنية السورية، مما يعكس رفضاً شعبياً لمحاولات ربط الجبل بخطاب ديني أو توراتي غريب عن بيئته.

4- خطاب “التقديس” يزيد الاستقطاب

في خضم هذا الانقسام، يصعد الإعلامي ماهر شرف الدين من لهجته الدفاعية عن الشيخ الهجري، معتبراً إياه “رمزاً وجودياً لا يجوز المساس به”، وأن أي نقد له هو “خيانة” للطائفة.
و يرى محللون أن هذا الخطاب يهدف إلى تقديس الهجري وتحويله إلى زعيم غير قابل للنقد، مما يكرّس حالة استقطاب وتهديد مبطن لجميع الدروز الذين يحاولون مجرد النقد البناء.

 

إقرأ أيضاً: توقف المعابر النهرية في دير الزور يفاقم الأزمة الاقتصادية ويشعل الغضب الشعبي

إقرأ أيضاً: ريف حلب الجنوبي في قبضة الاعتقالات… هل تنفجر الأوضاع الأمنية؟

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.