آلام البطن الصباحية: ليست دائمًا طعامًا! اكتشف كيف يُعبّر طفلك عن توتره من المدرسة

هل سمعت عبارة “بطني يؤلمني” قبل دقائق من انطلاق الحافلة المدرسية؟ لا تتعجل في تشخيص عسر الهضم! فخبراء الصحة النفسية يؤكدون أن آلام البطن المتكررة قبل الذهاب إلى المدرسة غالبًا ما تكون مرآة للقلق والتوتر في سنوات الطفل الدراسية الأولى.

يتحول الخوف من اليوم الدراسي القادم إلى أوجاع جسدية حقيقية تبدأ خفية في المساء وتتصاعد صباحًا، مُعلنةً عن معركة داخلية يخوضها الطفل الصغير.

جرس الإنذار الجسدي: أعراض القلق التي لا يدركها الطفل
قد لا يدرك الطفل أن مصدر ألمه هو القلق، لكن جسده يُطلق إشارات واضحة تتجاوز البطن، منها:

اضطرابات النوم: صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر ليلًا.

الإرهاق الدائم: الشعور بالتعب والإجهاد على مدار اليوم.

التهيج والعصبية: سرعة الغضب وتقلب المزاج.

نوبات جسدية:

في الحالات الشديدة، قد تظهر نوبات هلع تشمل التعرق، ارتجاف الجسم، وتسارع ضربات القلب.

ما الذي يقلق أطفالنا حقًا؟
تتنوع مصادر قلق الأطفال، بدءًا من الحنين البسيط للأسرة، مروراً بالخوف من التقييم الدراسي والامتحانات، وصولاً إلى التجارب المعقدة مثل التعرض للتنمر. بل قد يكون القلق سلوكًا مكتسبًا يقلده الطفل من محيطه العائلي المتوتر.

ملاحظة هامة:

يجب أولاً استبعاد أي أسباب طبية لآلام البطن (كاضطرابات الجهاز الهضمي)، قبل الغوص في الجذور النفسية للقلق.

5 خطوات عملية لـ “إسكات” قلق البطن
عندما يكون القلق هو السبب، يمكن للوالدين أن يصبحا مصدر الأمان من خلال استراتيجيات بسيطة وفعالة:

بناء جسر المتعة:

تحدث عن نشاط ممتع ينتظره الطفل بعد المدرسة (كزيارة الحديقة أو وجبة مفضلة)، لتحويل تركيزه إلى ما هو إيجابي.

فك شفرة اليوم الدراسي:

شجعه على مشاركة أحداث يومه بطرح أسئلة مفتوحة حول الأصدقاء أو اللحظات المضحكة، بدلاً من التركيز على الواجبات.

دعم أكاديمي وعاطفي:

ساعده على تقسيم المهام أو الاختبارات التي تقلقه، وقدم له الدعم لمواجهة أي ضغوط مدرسية.

دفعة أمان صغيرة:

ضع “ذكرى مميزة” معه في الحقيبة، كصورة للعائلة أو ملاحظة إيجابية قصيرة، لتكون مصدر طمأنينة سريعة.

تقنية تقليل التهويل:

ناقش معه أسوأ سيناريو ممكن وتساعده على إدراك أنه يمكن تجاوزه بسهولة.

متى يجب طلب المساعدة؟
إذا استمرت حالة القلق والتأثير السلبي على حياة الطفل الاجتماعية أو الدراسية لفترة طويلة، فقد يكون الأمر أعمق من مجرد توتر عابر، وربما يشير إلى اضطراب قلق الانفصال. في هذه المرحلة، يصبح التدخل المبكر للمختص النفسي أو المعالج السلوكي ضروريًا لتقديم الدعم اللازم.

الخلاصة:

إن تجربة القلق عند الأطفال غالباً ما تكون مرحلة عابرة. فبالتفهم، والصبر، والدعم الوالدي الواعي، يمكننا مساعدة أطفالنا على تجاوزها وتعزيز ثقتهم، وتحويل آلام البطن إلى شعور بالأمان والاستقرار.

إقرأ أيضاً : موسم العودة للمدرسة: استراتيجيات ذكية لتجنب الفوضى وبدء عام دراسي ناجح

إقرأ أيضاً : اعتراف المعلمين: الذكاء الاصطناعي “يغزو” الواجبات المدرسية ونخشى الغش!

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.