“أنا متعبة”: رسائل شعورية خفية تصل إلى قلب طفلك
“أنا متعبة”: ليست مجرد كلمة.. بل رسائل شعورية تصل لقلب طفلك
كلمة واحدة تتردد على لسان كل أم: “أنا متعبة”. قد تكون عفوية بعد يوم طويل من الركض والعمل والرعاية، أو بعد لحظة من الشعور بأن جهودها غير مرئية. لكن هل تعلمين أن هذه الكلمة لا تصل إلى طفلك ككلمة عادية؟
كيف يفسر الأطفال جملة “أنا متعبة”؟رسائل شعورية خفية تصل إلى قلب طفلك
الطفل، بحساسيته الفطرية، لا يسمع الكلمات بعقله بل يفسرها بقلبه. حين تقول الأم “أنا متعبة”، قد لا يدرك الطفل أن التعب حالة مؤقتة أو أن طاقة الأم محدودة. بدلاً من ذلك، قد تترجم عواطفه هذه الجملة إلى:
“أمي منهكة بسببي.”
“هل أنا عبء عليها؟”
“هل ستتوقف عن الاعتناء بي؟”
هذه التفسيرات ليست منطقية، لكنها وجدانية عميقة. فالطفل يرى في الأم مصدر أمانه واستقراره، وأي اهتزاز في هذه الصورة القوية يترجمه دماغه إلى خطر أو تهديد.
تحويل التعب إلى فرصة للتعاطف
لا يعني ذلك أن على الأمهات كبت مشاعرهن، بل يكمن السر في طريقة التعبير. إذا قيلت الجملة بنبرة منهكة أو مع تنهيدة ثقيلة، قد يشعر الطفل بالذنب والقلق. أما إذا قيلت بلطف ووعي، تتحول إلى فرصة لتعليم الطفل دروساً قيمة عن الحدود والتوازن.
نصائح للتعبير عن التعب دون إثقال قلب طفلك:
استبدلي الشكوى بالوعي: بدلاً من “أنا متعبة من كل شيء”، قولي “أحتاج لوقت لأرتاح فيه قليلاً”.
طمئنيه على استمرارية الحب: “سأخذ قسطاً من الراحة، وسأعود للعب معك.”
شاركيه لحظة الراحة: “ما رأيك أن نرتاح معاً؟ نستلقي ونقرأ قصة حتى نستعيد طاقتنا؟”
علميه أن التعب لا يعني الانقطاع: “حتى حين أكون مرهقة، أنا هنا وأحبك.”
التعب ليس ضعفًا.. بل درس في الصدق
إن الاعتراف بالتعب لا يقلل من قيمتك كأم. بل على العكس، عندما تعترفين به بصدق ووعي، فإنكِ تعلمين طفلكِ أن المشاعر مسموحة، وأن الإنسان لا يحتاج أن يكون مثالياً ليظل محبوباً.
في النهاية، “أنا متعبة” ليست مجرد حالة جسدية، بل هي رسالة مشفرة من المشاعر. طفلك لا يريد منك أن تكوني خارقة، كل ما يريده هو أن يعرف أنكِ، حتى في لحظات تعبك، ما زلتِ تحبينه وستظلين حاضرة.
إقرأ أيضاً: طفلي يصرخ طوال الوقت… رسالة غضب أم استغاثة صامتة؟