ماذا وراء انتخاب “البحرة” رئيساً لـ “الإئتلاف”؟

داما بوست | جعفر مشهدية

 

 

أثارت مسرحية الانتخابات الأخيرة لما يسمى “الإئتلاف السوري المعارض”، والتي أسفرت عن وصول هادي البحرة لزعامة “الإئتلاف”، جدلاً كبيراً نتيجة تراشق “المعارضين” الاتهامات حول حجم التدخل الخارجي بالانتخابات، وتأكيدهم أن القرار فُرض من الخارج بـ “الصرماية”، بحسب تعبيرهم.

وفضحت تصريحات “زعماء الإئتلاف” السابقين حجم التبعية، وما كانوا يحاولون إخفاؤه دوماً، عن تدخل كل الفاعلين الدوليين في الانتخابات عدا العنصر السوري، ونقل الرئيس السابق لـ “لإئتلاف”، نصر الحريري، كلاماً لـ “رئيس الحكومة المؤقتة” عبد الرحمن مصطفى، يقول فيه “بالصرماية سيتم انتخاب هادي البحرة رئيساً جديداً في الانتخابات”، التي عُقدت الثلاثاء.
ونعى الرئيس السابق لـ “الإئتلاف”، أحمد معاذ الخطيب، وفاة “الإئتلاف” في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع “X”، علق فيها على كلام “الحريري ومصطفى” حول تهديدات لفرض هادي البحرة رئيسا بالانتخابات.

وانسحب عضوان من “الإئتلاف”، بعد انتهاء مسرحية الانتخابات، التي أفرزت هادي البحرة رئيساً بـ “الصرماية”، وهما، رئيس ميليشيا “الجيش الحر” السابق سليم إدريس، وحافظ قرقوط، بسبب ما وصفاه “مهاترات من قبل شخصيات استولت على الائتلاف ولم تقدم شيء”.

وجاءت هذه الانتخابات وسط محاولات المبعوث الدولي إلى سورية “غير بيدرسون“، لإعادة تفعيل العملية السياسية واللجنة الدستورية، ليتم طرح عدة أسئلة حول الهدف من إثارة هذه القلاقل ضمن “الإئتلاف”، وعن سبب التمسك الخارجي بـ “البحرة”.

وأكدت الباحثة والمحللة بالشأن الدولي لميس جديد لـ “داما بوست” أن الإئتلاف لم يقدم بعد عشر سنوات نموذجا يرضي أو يجمع السوريين، ولا يعمل بشفافية مالية أو سياسية، بل يعمل على تبديل المقاعد بشكل دوري، وحتى اللحظة لم يعرف نفسه إن كان هيئة لمجلس شعب يقرر عمل الحكومة، أو هو جهة تنفذ بالشراكة مع الحكومة المؤقتة املاءات الخارج على شكل وزارة خارجية”.

وبخصوص الغاية من إظهار حجم التدخل التركي ومن خلفه الاميركي في الانتخابات، أجابت “جديد” أن “هذا إعلان واضح عن تنسيق عالي المستوى، وتقارب أميركي تركي جديد بشأن المنطقة ككل وبشأن إعادة ترتيب الملف السوري، ومن جهة أخرى وفي ضوء التحديات التي بدأت تواجهها الاحادية الأميركية في سيطرتها على العالم، وضعتها أمام تحديات إرسال رسائل أكثر مباشرة لتثبت عودتها بقوة على الاقل للشرق الأوسط، وعلى ما يبدو فإن إدارة بايدن تسعى للتصعيد، ولكنها ليست جاهزة حاليا لشن حرب مباشرة.

وتابعت جديد.. “أما السبب الآخر فنستطيع اختصاره بأن الإئتلاف بعد عشر سنوات لم يرضِ الدول الداعمة له، حتى صار ملحاً تقليص حجمه وإعادة هيكلته، والاصرار على شخص هادي البحرة، لكونه يحمل رسالتين أولها سياسة الفرض بالقوة ورفع مستوى التحدي والتعنت من جهة، ومن جهة أخرى علاقته الأفضل مع تركيا الولايات المتحدة، فهو يشكل الوجه الأفضل إعلاميا وسياسيا ومقبول من أغلب الجماعات المقاتلة التابعة لتركيا، لقيادة وتشكيل بديل للحكم الذاتي السني المعتدل في الشمال السوري وكذلك له علم كبير بملف المفاوضات ومسار جنيف 2”.
وأشارت “جديد” إلى أن “إعلان البحرة الموجود في اللجنة الدستورية التي فاوضت في جنيف 2، كرئيس لمرة ثانية للإئتلاف، هو إتمام لما يحدث بالمنطقة بين التركي والأميركي والصهيوني، تحالف يقف في وجه التحالف الروسي الإيراني في سورية، ويؤكد على إعادة إردوغان لفتح أبوابه للغرب، أما الثمن فهو حل الكيان الكردي، عبر رفع الحماية عن قسد، وتجميع كانتونات تركيا في الشمال السوري، لتشكل عمق عربي بمواجهة الخطر الكردي، وحل للمنطقة الامنة التي يدعو إليها إردوغان”.

وأضافت “هناك تغيير في الملف السوري، وهذا الإئتلاف، لايزال يرتب في صفوفه الداخلية بشكل لا يتوافق مع تسارع مخططات إردوغان وآماله، لهذا فالتركي بحاجة إلى شخصية موالية بشكل كامل له، مع حضور إعلامي وخلفية سياسية وإلمام بالمفاوضات مع الدولة السورية، واسم البحرة يجمع هذه الصفات بالنسبة للتركي والأميركي”.

وختمت “جديد” أن “التغيرات في الداخل السوري تقوم على اساس حضور أميركي أكبر على الارض، فهي تسعى الى زيادة الضغط على الدولة السورية، من خلال إغلاق الحدود السورية العراقية وتحديدا في البوكمال، وجعل المنطقة الشرقية الجنوبية منطقة تدريب للعشائر العربية، حيث ستستخدمها كمطية ذات طابع طائفي، بالإضافة إلى وضع اليد على النفط الموجود في الشرق السوري والذي لم تعلن أميركا إلى اليوم عن نتائج تنقيبها عن النفط فيه، مما يعني معرفتها بكميات ربما تفوق التوقعات الماضية غير المعلنة والتي ستشكل مصدرا للدخل لهذا الكانتون العربي في المستقبل، والمعارك ستسمر في الشمال السوري بين المليشيات التابعة للاحتلال، حتى تشكيل نظام أمني عسكري جديد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...