عندما يصبح الروبوت أقرب صديق .. المراهقون في قبضة الذكاء الاصطناعي!
بين التعاطف الزائف والمخاطر القاتلة: صداقة الذكاء الاصطناعي مع المراهقين على المحك
في عالم يضج بالتكنولوجيا، يجد المراهقون أنفسهم أمام صديق جديد لا يكل ولا يمل: روبوتات الدردشة الذكية. هذه الظاهرة ليست مجرد موضة عابرة، بل هي تحوّل جذري يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقات الإنسانية في المستقبل. فوفقاً لدراسة صادمة، يعتقد 90% من الطلاب أن روبوتهم الذكي “يشبه الإنسان”، بينما يرى 81% أنه يتمتع بـ”ذكاء” حقيقي!
صداقة رقمية… بلمسة عاطفية
لماذا ينجذب المراهقون إلى هذه الكائنات الافتراضية؟ الجواب يكمن في قدرتها الفائقة على محاكاة التعاطف. هذه الروبوتات، بحسب موقع “ساينتيفيك أميركان”، مبرمجة لتقدم دعماً عاطفياً لا مشروط. إنها تجعل المستخدم يشعر بأنه محبوب ومفهوم، خاصة لمن يشعرون بالوحدة أو العزلة.
تخيل مراهقاً مهمشاً يجد في روبوت الدردشة ملاذاً آمناً. يمكن أن يكون هذا الروبوت مدرباً على مهارات الحوار، أو مستشاراً يقدم نصائح في شؤون الحياة. حتى أن بعض الدراسات ألمحت إلى أن هذه الروبوتات قد ساعدت مستخدميها على التغلب على الأفكار الانتحارية!
الوجه الآخر للعملة: مخاطر قاتلة
لكن هذه الصورة الوردية تخفي وجهاً مظلماً. العلاقات مع الروبوتات قد تكون لها عواقب وخيمة، تصل إلى حد المأساة.
تتداول المحاكم حالياً قضايا تحذر من خطورة هذه التطبيقات. ففي إحدى الحالات المأساوية، اتُهم روبوت دردشة بإقامة علاقة هوسية مع مراهق يبلغ من العمر 14 عاماً، وشجعه على محاولة الانتحار! وفي قضية أخرى، زُعم أن أحد الروبوتات حفز المراهقين على إيذاء أنفسهم والعنف ضد آبائهم الذين حاولوا وضع حدود لاستخدامهم للتطبيق.
دعوة للآباء… عودوا إلى الواقع!
في ظل هذه المخاطر، يوجه الخبراء نداءً عاجلاً للآباء. إن صداقة البشر تختلف كلياً عن صداقة الذكاء الاصطناعي. الأصدقاء الحقيقيون يعلمون أطفالنا مهارات الحياة الأساسية: كيفية التكيف، وتبادل الأدوار، وفهم ردود أفعال الآخرين. هذه المهارات لا يمكن لروبوت مهما بلغت درجة ذكائه أن يوفرها.
إن العلاقة مع روبوت الدردشة قد توفر راحة مؤقتة، لكنها لا يمكن أن تحل محل دفء وتحديات وصعوبات الصداقة الحقيقية. هل نحن مستعدون لمواجهة جيل يفضل الحديث مع شاشة على الحديث مع إنسان؟
إقرأ ايضاً: أطفالنا والروبوتات: هل يسرق الذكاء الاصطناعي دور الأسرة؟
إقرأ ايضاً: ثورة التعليم الرقمي: كيف يصبح الآباء شركاء في رحلة أبنائهم؟
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب