ارتفاع الأسعار.. أزمة الدواء في سوريا
تشهد سوريا موجة ارتفاع مستمرة في أسعار الأدوية، ما يضاعف الأعباء على المواطنين، خصوصًا من يعانون أمراضًا مزمنة أو يحتاجون إلى أدوية يومية. المواطن محسن عمار يشير إلى أن فاتورة أدوية بسيطة لطفلة رضيع قد تصل إلى نحو 200 ألف ليرة سورية، مضيفًا أن أي مرض ضمن الأسرة قد يضع العائلة في مديونية لعدة أشهر، فيما يضطر البعض للشراء بالأجل لتأمين الدواء الضروري.
دينا محمد، مريضة بالسكري، تقول إن تكاليف علاجها الشهرية تصل إلى نحو 240 ألف ليرة للأدوية الأساسية، إضافة إلى إبرة الأنسولين التي تكلف 80 ألف ليرة عند الحاجة. أما هند دلّا، التي أجرت عملية قلب مفتوح، فتواجه صعوبة في تغطية تكاليف أدويتها بسبب محدودية راتبها التقاعدي.
الصيدلاني عامر هارون أوضح أن الدواء المحلي يُسعّر على أساس سعر صرف 8,900 ليرة منذ أغسطس/آب 2023، مشيرًا إلى أن الزيادة الأخيرة في الرواتب بنسبة 200% حسّنت الدخل بشكل محدود فقط، في حين يعتمد جزء كبير من السوريين على العمل اليومي. وأضاف أن ارتفاع الأسعار لا يعود للصيدلي، إذ تتراوح أرباحه بين 18 و20% فقط.
من جهته، معاون وزير الصحة للشؤون الصيدلانية، عبدو محلي، أكد أن سوريا من الدول التي توفر الدواء بأسعار منخفضة وفعالية جيدة، لكن الشركات غير قادرة على تخفيض الأسعار أكثر دون التأثير على الجودة. وأشار إلى أن رفع العقوبات الأميركية والأوروبية سيسهم في استيراد الأدوية النوعية واللقاحات وقطع الغيار للمصانع، ما قد يحسن الأمن الدوائي وينشط المعامل المتوقفة.
كما أوضح محلي أن الوزارة تراقب السوق الدوائية وفق اللوائح والقوانين، لكنها تواجه نقصًا في الكوادر، موضحًا أن 91% من الأدوية تُنتج محليًا، فيما يتم استيراد الأدوية النوعية مثل أدوية السرطان، مع وجود محدود للأدوية التركية في بعض المناطق نتيجة انفتاح السوق عليها.
اقرأ أيضاً:انهيار وشيك للقطاع الصحي في سوريا وسط تراجع التمويل وتحذيرات أممية