هي صورة من صور الحرب المؤلمة في غزة، يذهب الأب الفلسطيني لإحضار شهادتي ميلاد لطفليه ليعود إلى دار لم يبقى فيها أحد، ويفكر بشهادتي وفاة لطفلين للتو أبصرا النور في زحمة الدخان والقصف الوحشي الصهيوني على قطاع غزة.
قصص كثيرة، والحال كذلك في غزة هاشم، تسبق شهادة الوفاة، شهادة الميلاد، وتتحول فرحة الأب إلى حزن هستيري ودموع وفقدان وعي.
فقبل ثلاثة أيام، رُزق الشاب الفلسطيني محمد أبو القمصان بتوأمين، بعد عملية قيصرية صعبة لزوجته الدكتورة جمانة فريد، حمل الشاب فرحته بمولوديه البكرين، أمس الثلاثاء، وذهب لاستلام شهادتي الميلاد الخاصة بـ أيسل وأيسر، وعندما عاد، لم يجد منزله ولا طفليه ولا زوجته، فكان الانهيار.
لقد صادرت قذيفة مدفعية إسرائيلية متمركزة شرق دير البلح أرواح أسرته ومنزله وأحلامه في واحد من أقسى مشاهد الألم الحاصل في غزة.
وبعد صحوته من غيبوبة الفقد، قال والد الطفلين”أيسل وأسر هما أول فرحتي وآخرها، حتى فرحتي كانت منقوصة ولم تكتمل، حسبي الله ونعم الوكيل”.
هذا ومنع الاحتلال الإسرائيلي دخول عشرات البعثات الإنسانية إلى قطاع غزة خلال الفترة من 1 إلى 11 آب الحالي.
ووفقاً لما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في تقرير له، فإنه “منذ الأول من آب ومن بين 85 طلباً لبعثات مساعدات إنسانية منسقة في شمال غزة، سمحت سلطات الاحتلال فقط بـ 34”.
وأكد المكتب أن عرقلة بعثات المساعدة تقوض الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.