حين تخرج الصواريخ من بين أقدام جنود الاحتلال لتصل إلى عاصمة كيانهم المزعومة “تل أبيب” فهذا يعني الكثير في الميزان العسكري، ويعني أيضاً أن أحلام الاحتلال في القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية مجرد أوهام لن يكتب لها التحقق على أرض الواقع.
ومن قلب كيان الاحتلال ووفق الإعلام “العبري” اعتبر الإرهابي غالانت أن شعار نتنياهو بشأن “النصر المطلق” في الحرب، هو محض هراء وثرثرة، متحدثاً لأول مرة عن أن “إسرائيل” هي من تعرقل الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى .
ويقال دائماً إن “الماء يكذب الغطاس” وهذا ما يحصل في الحرب العسكرية الميدانية في غزة، ففي الوقت الذي يتحدث فيه قادة الاحتلال الاسرائيلي عن تدمير قدرات المقاومة العسكرية تؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة أن قدراتها العسكرية ما زالت بخير، ومن بينها القدرات الصاروخية، حيث مازالت المقاومة تتمتع بقدر كبير من القدرة على إطلاق الصواريخ ليس فقط نحو مستوطنات الغلاف وانما نحو “تل ابيب” عاصمة كيان الاحتلال التي استهدفتها كتائب القسام بصاروخين من نوع “M90” البعيدة المدى.
وبقدر ما يمثله إطلاق هذه الصواريخ من إنجاز عسكري كبير لفصائل المقاومة الفلسطينية ،يمثل إطلاق هذه الصواريخ أيضاً هزيمة عسكرية كبرى لجيش الاحتلال كون هذه الصواريخ أطلقت من منطقة توغل جيش الاحتلال في خان يونس أي “حرجت من بين أقدام الاحتلال” وهذا أمر نقلته العديد من وسائل الإعلام عن مصدر في المقاومة قال إن صواريخ الـ M90 أطلقت من بين آليات جيش الاحتلال الصهيوني.
ولم يستطع كيان الاحتلال نفي ذلك والتهرب من هذا الإخفاق ما اضطر إذاعة جيش الاحتلال للاعتراف أن الصاروخين أطلقا من منطقة بني سهيلا في خان يونس على بعد كليو ونصف الكليو متر من تمركز الفرقة الـ 98 ، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى إنّ صاروخاً استطاع عبور نحو 90 كلم من خان يونس وسقط في مقابل منطقة “غوش دان” واصفة عملية الإطلاق بالإنجاز على صعيد الوعي بالنسبة للمقاومة.
وأصبح التأكيد مثبتاً ومطلقاً حين أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية سماع دوي انفجارين قويين في “تل أبيب” عقب إطلاق الصواريخ، وأن صافرات الإنذار لم تفعل وهو ما يبرز التساؤل عن سبب عدم تفعيل صافرات الإنذار والذي قد يكون وراءه ركون جيش الاحتلال إلى أن قدرات المقاومة الصاروخية تم تدميرها كما كان يظن الكيان، ويحاول إقناع جمهوره بذلك.
وتؤكد المعارك العسكرية الدائرة في قطاع غزة وخسائر جيش الاحتلال أن فصائل المقاومة الفلسطينية مازالت متماسكة وقوية عسكرياً، والذي يضاف إليها القدرة على إطلاق الصواريخ، وهذا ينسف حديث قادة الاحتلال الإسرائيلي عن القضاء على قدرات المقاومة العسكرية وتدمير بنيتها التحتية.
ما يحاول الاحتلال الترويج له حول ذلك ليس سوى مجرد أوهام موجودة في رؤوس هؤلاء القادة الصهاينة فقط، وهذا ما تثبته الوقائع على الأرض، والتي تؤكد يومياً أن القضاء على المقاومة في غزة وفلسطين ككل مهمة صعبة للغاية في ظل ارتفاع الأصوات حتى داخل كيان الاحتلال المنادية بإنهاء هذه الحرب والخروج منها بأقل الخسائر قبل فوات الأوان.
والاحتلال يعيش اليوم أزمات داخلية غير مسبوقة وفقدان في الثقة بين الكيان وجمهوره من مستوطنين، وقد نشرت وسائل إعلام إسرائيلية بينها هيئة البث الرسمية تسريبات لاجتماع بين وزير الحرب في كيان الاحتلال يوآف غالانت بما يسمى أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، كشفت عن خلاف شديد بينه وبين رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو وتبادل للاتهامات بينهما.
ونختم بما بدأنا به الحديث عن الخلافات بين أركان الحرب الصهيونية الذي سرب منها الإعلام العبري الغضب الكبير من انهيار صورة الاحتلال أمام المقاومة، وهذا ما دفع غالانت أن يقول إن شعار نتنياهو بشأن “النصر المطلق” في الحرب، هو “محض هراء وثرثرة، وهذا أمر صحيح فلا نصر مطلق أو حتى جزئي يمكن أن تحققه “إسرائيل” على المقاومات في المنطقة، وعليها بالاستدارة والرجوع إلى الخلف وحفظ ما تبقى من ماء وجهها الأسود.