تصعيد إسرائيلي في القنيطرة.. توغلات متعددة وحرائق تلتهم الأراضي الزراعية وسط صمت رسمي

تصاعدت وتيرة التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا خلال اليومين الماضيين، في وقتٍ سجل فيه غياب كامل لأي رد رسمي من السلطات السورية الجديدة، ما أثار استياءً واسعاً بين السكان المحليين.

ووثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عدداً من التوغلات نفذتها القوات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من ريف القنيطرة، أبرزها توغل دورية عسكرية إسرائيلية، مؤلفة من أربع آليات، في محيط سد المنطرة قرب بلدة القحطانية، تزامناً مع اندلاع حريق في الأراضي الزراعية قرب بلدة بريقة، يُرجح أنه نجم عن إطلاق نار مباشر من القوات الإسرائيلية، ما تسبب بأضرار كبيرة في الغطاء النباتي.

وسُجلت أيضاً عمليات توغل أخرى باتجاه قرية عين زيوان جنوب المحافظة، ترافقت مع إطلاق نار من موقع التل الأحمر الغربي، دون معرفة الأسباب، إضافة إلى عملية مماثلة عند مفرق عين البيضة في الريف الشمالي، حيث نصبت القوات الإسرائيلية حاجزاً مؤقتاً لتفتيش المارة، قبل أن تنسحب من المنطقة.

كما دخلت قوات إسرائيلية إلى قريتي عين زيوان وسويسة، في تحركات أدت إلى اندلاع حرائق كبيرة التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وتكررت المشاهد ذاتها قرب بلدتي بئر عجم وبريقة، بالتزامن مع استهداف مباشر لأراض زراعية في تلك المناطق.

وسبق ذلك اندلاع حريق كبير في أراضي الرفيد، شرق السياج الفاصل مع الجولان المحتل، أتت نيرانه على عشرات الدونمات، في وقت واجهت فيه فرق الإطفاء التابعة للأمم المتحدة صعوبات كبيرة في عمليات السيطرة على الحريق بسبب ضعف الإمكانيات.

في غضون ذلك، أفادت مصادر إعلامية بأن لقاءً مباشراً جرى بين مسؤول سوري وآخر إسرائيلي في باكو، عاصمة أذربيجان، بالتزامن مع زيارة أجراها رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع.

وأشار المصدر إلى أن اللقاء بحث الوجود العسكري الإسرائيلي المستحدث جنوب سوريا، لا سيما في المناطق التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية بعد سقوط نظام بشار الأسد قبل أكثر من سبعة أشهر.

وفي سياق متصل، أكد محمد السعيد، نائب محافظ القنيطرة، في تصريح لوكالة “الأناضول”، أن إسرائيل أنشأت ثمانية مواقع عسكرية جديدة شمال القنيطرة، تمتد نحو حوض اليرموك، داخل المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاقية 1974، ما أدى إلى إغلاق نحو 6 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية والمراعي، وحرمان آلاف العائلات من مصدر دخلها الأساسي.

كما رصد “المرصد السوري”، أمس، توغلات لأربع آليات إسرائيلية انطلقت من قاعدة عسكرية في بلدة الحميدية باتجاه بلدتي الصمدانية الغربية والشرقية، حيث نفذت عمليات دهم وتفتيش لعدد من المنازل، وسط حالة من التوتر والاستنفار بين المدنيين، دون ورود أنباء عن اعتقالات.

وتتواصل هذه التطورات في ظل تصاعد ملحوظ للتحركات الإسرائيلية جنوب سوريا، وسط صمت حكومي، وتكتم على طبيعة الاتصالات الجارية في الكواليس، ما يزيد من القلق الشعبي حيال مستقبل المنطقة.

 

اقرأ أيضاً: محافظة القنيطرة: إسرائيل تتذرع بـ”حزب الله” للتمدد في القنيطرة ومصادرة الأراضي الزراعية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.