أكد الدكتور رائد أحمد مدير عام المركز الوطني للزلازل أن الشبكة الوطنية لرصد الزلازل سجلت خلال الربع الأول من العام الجاري 1288 هزة، تركز أغلبها في لواء اسكندورن على الفوالق النشطة، وهناك بعض الهزات حدثت في لبنان وفي شمال شرق دمشق وحماة، بالإضافة إلى الجولان و شمال فلسطين، أي إنها حدثت ضمن المساحة الجغرافية المحصورة بين خطي عرض 32 – 38 درجة شمال وخطي طول 34 – 43 درجة شرقا.
وأوضح أحمد في حديث لصحيفة تشرين المحلية أن المركز سجل هزة واحدة فقط بقدر 4.2 بتاريخ 14 شباط من العام الجاري، وأن القدور المسجلة في لبنان والداخل السوري هي هزات أقل من ثلاث درجات على مقياس ريختر، باستثناء منطقة الجولان التي حدثت فيها هزة واحدة بقدر 3.7 ريختر.
وقال أحمد إن نشاط الصفيحة العربية وفالق البحر الميت قديم تاريخياً، ولكن القسم السوري واللبناني أظهر نشاطاً ملحوظاً بدءاً من تاريح 2022 -18-12 أي قبل حدوث زلزال 6 شباط العام الماضي، إلا أنّ هذا النشاط أصبح بدرجة أقل بعد الزلزال، لكنه مستمر على امتداد فالق البحر الميت من الجنوب إلى الشمال، لافتاً إلى وجود نشاط زلزالي معروف تكتونياً، حيث إن الصفيحة العربية تتحرك باتجاه الشمال والصفيحة الإفريقية تتحرك باتجاه الجنوب على طول فالق البحر الميت، كما يوجد منطقة تلاقي ثلاث صفائح؛ العربية والإفريقية والأناضولية المتمثلة في التقاء فالق شرق الأناضول وفوالق الإسكندرون والسويدية والبحر الميت في منطقة بحيرة العمق، إذاً هناك نشاط على هذه الفوالق، لكنه ضعيف حالياً مقارنة بما تم تسجيله قبل زلزال السادس من شباط.
وذكر أن النشاط التكتوني المتعلق بحركة الصفيحة الأناضولية باتجاه الغرب مازال مستمراً، ويؤدي إلى حدوث هزات في عمق البحر المتوسط وفي البر التركي وبدرجة أقل في الداخل السوري واللبناني.
وبين أحمد أن المؤشرات الحالية لا تدل على احتمالية حدوث زلزال قوي أو كبير في مساحة القطر، بما فيها لبنان والمنطقة شمال فلسطين، وحتى في الوسط التركي القدور المسجلة ليست بالدرجة التي تشير إلى إمكانية حدوث زلزال بقدر 6 درجات على المدى القريب، لكن هناك بؤر لزلازل مستقبلية مثل بؤرة شمال اللاذقية وشمال شرق لواء اسكندرون وكذلك منطقة أضنة التركية وبدرجة أقل شمال فلسطين وجنوب لبنان وعلى المدى المتوسط.