الرد الإيراني المباشر ضد الكيان كسر الخطوط الحمراء ودعم المقاومة في غزة

داما بوست-خاص| قبل الرد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الكيان الصهيوني الذي استهدف بكل غدر قنصليتها بدمشق كان الشغل الشاغل لإيران أمن جيرانها وأمن المنطقة، لأنه أمن للجمهورية الإسلامية.

وردت طهران بتوجيه مئات المسيرات والصواريخ صوب أهداف عسكرية في العمق الإسرائيلي، أصاب أهدافها (وخاصة القاعدة العسكرية التي انطلقت منها هجمة قصف القنصلية بدمشق) باعتراف المتحدث باسم جيش الاحتلال، وإن كان المتحدث نفسه زعم اعتراض 99% من تلك الصواريخ والمسيرات، وهو ادعاء لا يمكن تصديقه على الإطلاق، ولكن لو افترضنا أنه تم اعتراض 90% فإن هناك 10% من تلك الصواريخ والمسيرات سقطت داخل الكيان، وفي ظل سياسة التعتيم الإعلامي لن يمكن معرفة حجم الإصابات التي أحدثتها.

إيران ردت بطريقتها التي كفلتها القوانين الدولية على قصف قنصليتها بدمشق، وقدمت دعماً كبيراً للمقاومة الفلسطينية، وللمقاومة اللبنانية.

الرد الإيراني بغض النظر عن نتائجه على الأرض هو الأول من نوعه ضد “إسرائيل” منذ عقود، وهو أول اشتباك  إيراني مباشر مع الكيان انطلاقاً من الأراضي الإيرانية، كما أن هذا الرد كسر خطوطاً حمراء، وخرق قواعد الاشتباك التي فرضها الكيان الصهيوني والتي كانت تسمح له باستهداف الآخرين دون أن يتعرض للرد، وهذا ما يمنح إيران قدراً كبيراً من المصداقية.

الضربات الإيرانية المباشرة ضد الكيان مثلت دعماً مهما للمقاومة الفلسطينية في غزة، والأهم أنها زرعت الخوف بقلوب الإسرائيليين، الذين هرعوا إلى الملاجئ، وأكدت لهم أنهم سيظلون تحت خطر هذه الصواريخ والمسيرات، كما أن سفنهم وسفن داعميهم ستظل تحت الخطر في كل مكان بعد سيطرة إيران على السفينة الإسرائيلية.

إيران ردت بطريقتها على قصف قنصليتها، وقدمت دعما كبيراً للمقاومة الفلسطينية، ما دفع مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض، المتصهين جون بولتون، للقول إن الهجوم الإيراني على “إسرائيل” يعد فشلاً ذريعاً للردع الأمريكي والإسرائيلي.

وحرض بولتون الذي شغل منصبه في عهد الرئيس جورج بوش الابن، وكان من أبرز الداعمين للعدوان على العراق عام 2003، “إسرائيل” إلى أن يكون ردها على إيران أقوى بكثير”.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية قالتها بصراحة وعلى رؤوس الأشهاد إن “ردنا المحدود في سياق دفاعنا المشروع لمعاقبة الكيان الصهيوني، ويدل على إننا لم نحدد أي أهداف غير عسكرية، وإن القوات المسلحة الإيرانية لم تستهدف أيّ مركز اقتصادي أو اجتماعي في هذا الرد”.

وفي الرد الإيراني القوي على غطرسة الكيان تم استهداف مركز استخباراتي وفي الواقع هو عين الكيان الصهيوني التي استخدمها طيلة عملياته على مدى الاشهر الستة الماضة، بما في ذلك عدوانه الأخير على قنصلية الجمهورية الاسلامية في دمشق.

الرد الإيراني كان ضمن قواعد الأخلاق والانضباط العسكري، والقوات المسلحة الإيرانية لم تستهدف أي مركز اقتصادي أو اجتماعي في هذه العمليات، بل وحتى خلال استهدافها المقر العسكري الذي كان منطلقاً لعملية الكيان الصهيوني ضد السفارة الايرانية، تم التركيز على ضرب ومعاقبة الكيان بدقة تامة.

إيران وعلى لسان خارجيتها أكدت أنها لا تسعى لاستهداف المدنيين، وهي تقدر دول الجوار والأخوة والأصدقاء في المنطقة، انطلاقا من الإيمان بأن أمن الجيران من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

العمليات العسكرية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية كانت محدودة، والبيت الابيض تم تبليغه بأن عمليات الرد محدودة، وقد نفذت بالحد الأدنى في سياق الدفاع المشروع ومعاقبة الكيان الصهيوني.

إيران ردت على جرائم الكيان الصهيوني في الاشهر الستة الماضية، حيث شاهدنا إقدام الكيان الصهيوني على جرائم كبيرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، واستهدف الكيان بعمل إرهابي أماكن ومستشارين عسكريين ايرانيين يتواجدون بصفة رسمية في سوريا يحملون جوزات دبلوماسية ويقومون بمهام رسمية في اطار مكافحة الارهاب ، ما أسفر عن استشهاد عدد منهم.

وإيران نظراً للظروف الحساسة التي تسود المنطقة وإيماناً منها بمبدأ ضبط النفس وعدم توسيع دائرة التوتر والحرب داخل المنطقة، ركزت من جديد على المسار السياسي والقانون الدولي، وقد طرح بيان بمبادرة من روسيا في مجلس الأمن الدولي، لكنه واجه الصمت.

والحقيقة أن العمل العسكري الذي قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني يستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بالدفاع المشروع رداً على عدوان الكيان على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وما يجب على الكيان الصهيوني إدراكه هو أنه إذا ارتكب خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أشد بكثير، وهذا صراع بين إيران والكيان الإسرائيلي المارق، ويجب على أميركا أن تبتعد عنه، لأنه ليس في مصلحتها الدخول في حرب مع الجمهورية الإسلامية، فالرد سيكون قوياً ومزلزلاً.

جميع من يدركون الحقائق ويعلمون الأصول الدبلوماسية والحقوق القانونية والدولية يؤيدون إيران في ردها العسكري على كيان تطاول على جميع الأعراف والقوانين وكان من الضروري لجمه ووضع حد لحماقاته.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر   

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...