داما بوست- متابعة:
فتحت مصر صفحة جديدة مع تركيا بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للعاصمة المصرية القاهرة، والزيارة هي الأولى له كرئيس للجمهورية، منذ زار مصر كرئيس للوزراء في أيلول عام 2012.
إثنا عشر عاماً هي المسافة الزمنية بين الزيارتين، مرت خلالها العلاقات بين القاهرة وأنقرة بمنعطفات حادة، بلغت حد سحب السفراء وتوقف أشكال التواصل الدبلوماسي الثنائي كافة، بل وقطيعة بين قادة البلدين منذ عام 2013، قبل أن تتحسن العلاقات تدريجياً مؤخراً، حتى التطبيع.
اللافت للانتباه أنه، وطيلة تلك السنوات، لم يتعثر التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا، بل تضاعف حتى بلغ 10 مليارات دولار العام الماضي.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصل اليوم الأربعاء، إلى القاهرة في أول زيارة إليها منذ 11 عاماً، بعد خلاف دبلوماسي دام لنحو عقد من الزمن على خلفية التطورات السياسية في مصر.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في استقبال نظيره التركي في مطار القاهرة، وسط مراسم رسمية قبيل عقدهما مباحثات في قصر الاتحادية الرئاسي.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، قال الرئيس المصري: “نفتح مع تركيا صفحة جديدة بين بلدينا بما يُثري علاقاتنا الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح”.
وأضاف: “سنسعى لرفع التبادل التجاري بين مصر وتركيا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات المقبلة”، و”نهتم بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركزَي ثقل في المنطقة”.
من جانبه، قال الرئيس التركي: “نتقاسم مع مصر تاريخاً مشتركاً يمتد إلى ما يزيد على ألف سنة”، وأعرب عن سعادته “بأن أكون في القاهرة مرة أخرى بعد فترة طويلة”.
وأشار إلى أنه تم رفع مستوى التعاون بين البلدين إلى مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى سينعقد اجتماعه الأول على هامش زيارة السيسي المزمعة إلى أنقرة في نيسان المقبل.
وعلى مدار العقد الماضي، كان البلدان على خطوط تماس في ملفات إقليمية شائكة، لاسيما في ليبيا مع كل طرف للقوى المتصارعة في البلاد، والخلاف حول تنقيب تركيا عن الطاقة في منطقة شرق البحر المتوسط.