نيويورك تايمز: جيش سوريا الجديد.. الولاء أولًا والدين بدل الخبرة

يشكّل بناء جيش سوري موحّد، بعد حلّ القوات المسلحة عقب سقوط النظام السابق، تحدياً كبيراً أمام الحكومة الانتقالية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الخميس، فإن هذا الجهد يعتمد على نهج يركز على الولاء الضيق والتوجهات الدينية، مما يثير تساؤلات حول جاهزية الجيش وتمثيله للمجتمع السوري المتنوع.

تفضيل الولاء على الخبرة

يشير التقرير، بناءً على مقابلات مع نحو عشرين جندياً وقائداً ومحللاً، إلى أن القيادة الجديدة للجيش تفضّل المقاتلين السابقين من المجموعة التي كان يتزعمها الشرع (“هيئة تحرير الشام” سابقاً)، حتى على حساب الأفراد ذوي الخبرة العسكرية الأكبر.

تهميش الكفاءات: أفاد جنود وقادة بأن قادة سوريا يعتمدون على دائرة صغيرة من الرفاق الموثوق بهم من المجموعة السابقة، بدلاً من الاستفادة من آلاف الضباط الذين انشقوا عن الجيش السابق.

الولاء كمعيار للقيادة: يؤكد عصام الريس، كبير المستشارين العسكريين في مركز “إتانا” للأبحاث، أن التعيينات القيادية تتم بناءً على الولاء لأحمد الشرع، حتى لو كان القائد يفتقر إلى التعليم العسكري الرسمي والانضباط

مشيراً إلى أن بعض القادة لم يُكملوا حتى الصف التاسع من التعليم.

صعوبة الاندماج: يرى العقيد علي عبد الباقي، وهو قائد عسكري غير منتمٍ للمجموعة السابقة، أن هذا التركيز على الموالين هو خيار “طبيعي” لعدم المخاطرة بـ “أشخاص لا يعرفونهم”

لكن ضابطاً آخر انشق من سلاح الجو السابق أكد أن الولاء أصبح المعيار الأساسي للترقية، مما يرفع رتبة المقربين من الشرع فوق الضباط ذوي الخبرة.

التدريب الديني بدلاً من الاستعداد العسكري

يكشف التقرير أن وزارة الدفاع السورية تطبق أساليب تدريب مماثلة لتلك التي استخدمتها “هيئة تحرير الشام” سابقاً، بما في ذلك التعليم الديني المكثف، مما يعكس الفكر السني المحافظ.

صرّح أحد المجندين الجدد للصحيفة بأنه فوجئ بتخصيص الأسبوع الأول بأكمله للتعليم الإسلامي، بما في ذلك محاضرة مطوّلة عن مولد النبي محمد، وهو ما وصفه جنود وقادة بأنه بعيد عن متطلبات القوات المسلحة الحديثة.

وأشار جنود إلى أن التدريب الأساسي لمدة ثلاثة أسابيع لا يكسب المجندين مهارات عسكرية تُذكر، بل يركز على “تلقين طريقة تفكيرهم”.

وحذّر بعض الجنود من أن تدريبهم يفتقر إلى التركيز على قوانين الحرب ومنع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب

وهو ما أكد عمر الخطيب، قائد عسكري حالي، أنه “أهم من تدريبنا على العقيدة الدينية التي نعرفها بالفعل”.

استبعاد الأقليات وتفاقم التوترات الطائفية

أثارت هذه التوجهات الدينية والقيادية تساؤلات حول مدى تمثيل الجيش لتنوع المجتمع السوري، خاصة أن الأقليات الدينية لم تُدمج بعد في هيكله.

نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري سوري أن الحكومة لم تقرر بعد مسألة السماح للأقليات بالتجنيد، محذراً من أن استبعادهم “يُهدد بتفاقم التوترات الطائفية في سوريا”.

يرى بعض القادة أن السماح للأقليات بالانضمام بعد حرب ذات طابع طائفي سيكون “إشعالاً لفتيل أزمة”، بينما يرى آخرون أن إنشاء جيش يعكس تنوع سوريا سيبني الثقة ويمنع العنف الطائفي.

يُصعّب وضع الموالين للشرع في مناصب عليا عملية دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي يقودها الأكراد، وتسيطر على جزء كبير من الشمال الشرقي السوري.

 

اقرأ أيضاً:حملة تشهير تستهدف أسامة عثمان مُهرب صور قيصر بعد انتقاده للسلطة

اقرأ أيضاً:وفد علوي من الساحل يلتقي الشرع وخطاب وسط جدل حول دور محمد جابر

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.